” شبح الموت ” يطارد طالبي المساعدات في نتساريم

غزة – قصة صحفية – رامي فرج الله –
مازال خطر مركز توزيع المساعدات في نتساريم يحدق بالغزيين، و شبح ” الموت ” يطاردهم أينما تجمعوا قربا من النقطة من أجل الحصول على ثمة مساعدات، لعلها تسد جوعهم.
انطلقت في ساعات متأخرة من الليل متوجها إلى نتساريم، و تموضعت برفقة غيري من منتظري المساعدات عند مدخل شارع جولس أو ما يسمى ” شارع الفاتح “، كما هو مثبت في بلدية النصيرات، جنوب شرقي المخيم الجديد.
فتاة في عمر 18 عشرة ترافق أخاها ، تمركزا على مقربة من تجمع الشباب، وهنا، استوقفتني الصورة وهي تقول لأخيها:” في خطر، الطخ شغال، مش حنقدر نتقدم”.
في هذه اللحظة ، و أنا جالس على ناصية الشارع، مستندا على حائط ، متخذا منه ساترا، أنظر إلى مجموعة شبان يتقدمون، يحاولون الوصول إلى شارع الدعوة، عبر صلاح الدين، و إذا بطلق ناري، يمر على مقربة مني، انطلق من مدفعية الاحتلال الإسرائيلي ” ريبوت آلي ” كانت تتمركز على أمتار من شارع الطاقة ، تمنع الغزيين من التقدم نحو نقطة ” نتساريم”.
هرع المتواجدون في شارع الفاتح ليأخذوا سواتر، و انتهزت الفرصة لأتحدث إلى ذلك الشاب الذي يصطحب شقيقته معه، سألته: ” هل أنت من النصيرات؟”، أجاب:” لا، أنا من غزة نازح بالنصيرات”، سألته:” أ لا تخشى على نفسك من الموت؟”، أجاب:” لا يهمني ، فأنا جئت لأحصل على شئ من المساعدات تسد جوع أهلي”، سألته:” و لم اصطحبت أختك معك، أ لا تخشى عليها من قطاع الطرق، أو الموت بطلق ناري من الاحتلال؟”، أجاب:” جئت بها كي تساندني في الحصول على المزيد من المساعدات التي تقضي احتياجاتنا لمدة أسبوعين”، مضيفا:” الظروف هي التي جعلتنا نلهث وراء المساعدات”.
و دوي انفجارات يسمع، و إطلاق نار كثيف هنا و هناك، و مرة أخرى، اخترقت رصاصة مدفعية عمود كهرباء بالقرب منا، فتراجع الجميع للوراء، إصابات بين منتظري المساعدات المتقدمين إلى شارع الطاقة، و عدت أدراجي إلى البيت، في ساعات الفجر الأولى و في ذاكرتي صورة ” لعبة الموت ” التي يستخدمها الاحتلال مع الفلسطينيين.