هيكل فى قلب العاصفة (2-2)

عين الأستاذ طلعت يونان كاتبًا فى الأهرام بمرتب كبير بأمر الرئيس السادات. وفى يوم ٧ سبتمبر كان العنوان الرئيسى للأهرام: القائمة الكاملة لأسماء ١٥٣٦ شخصا تم التحفظ عليهم، ومن بين هذه القائمة اسم: محمد حسنين هيكل.
ونشر الأهرام مقالا للدكتور طلعت يونان بعنوان «التصحيح الثورى للفتنة الطائفية» قال فيه: دخل الرئيس أنور السادات تاريخ البطولات بخروجه من المعركة ضد الطائفية والتعصب منتصرًا ومكللًا بالغار، ومؤكدا أن بطولته تتجدد مع كل حدث، فالقائد التاريخى الذى صنع للأمة المصرية والعربية كلها أغلى انتصاراتها وكان ولايزال أعظم العمالقة فى نضالهم قبض بألمعيته على عنق مشكلة التعصب والطائفية.. لقد أقدم الرئيس السادات على ما لم يجرؤ عليه أى زعيم قبله فى هدم الحاجز النفسى الذى أوجدته الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.
وفى نفس اليوم كتب الدكتور سليمان الطماوى – عميد كلية الحقوق بجامعة عين شمس مقالا فى الأهرام بعنوان «سلطة رئيس الجمهورية فى التشريع» قال فيه إن قرارات الرئيس السادات بعد أن يوافق الشعب عليها فى الاستفتاء لا يجوز الطعن عليها بأى حال من الأحوال.
وفى يوم ١٠ سبتمبر – يوم الاستفتاء- عقد الرئيس السادات مؤتمرًا صحفيًا فى «ميت أبوالكوم» قال فيه إن هيكل نشر مقالات وأحاديث وأجرى اتصالات لتشويه صورة مصر، وأنه أسرّ إلىّ فى مارس ٧٣ بما قاله الصحفى البريطانى ديفيد هيرست فى صحيفة نيويورك تايمز أن كل شىء فى مصر قد انهار وأن هذه هى وجهة نظره.. وقد تم ترحيل ديفيد هيرست من مصر من أجل تشويه صورة مصر وصورتى.. إنهم يطلقون علىّ اسم الدكتاتور، إننى أسميهم «خونة».. هيكل يشوه العلاقة بين مصر وإسرائيل وينعى الديمقراطية..
وهكذا دخل هيكل فى زمرة «الخونة».
وفى الصفحة الأولى من أهرام يوم ١٢ سبتمبر ١٩٨١ تحت عنوان «كلمة للأهرام» جاء فيها أن هيكل اختار أن ينحاز إلى جانب أعداء مصر.. وكنا نتمنى – نحن أسرة الأهرام – من رئيس أسبق للأهرام أن يكون موقفه جديرًا يشرف الموقع الذى تولاه، سواء بقى فى الأهرام أو تركه، وأن يحترم حرية الآخرين بدلا من أن يحاول أن يعود بمصر إلى حرية الشخص الواحد والفكر الواحد والصحفى الأوحد. وفى ١٣ سبتمبر كانت عناوين الأهرام: كشف تنظيم للنشاط الهدام والتجسس تحركه أجهزة المخابرات السوفيتية مخطط لدفع البلاد للشيوعية – إبعاد مراسل «لوموند» الفرنسية لاتصالاته المشبوهة وكتاباته ضد مصر.
وفى يوم ١٥ سبتمبر كانت عناوين الأهرام: السادات: هيكل سار فى ركاب الفتنة الطائفية وادعى أن مستقبل مصر للجماعات الإسلامية وكسب عدة ملايين من صناعته وهى شتيمة مصر والتطاول على النظام – هيكل رجل لا يؤمن بالأديان ومع ذلك كتب أنه يمكن خلق علاقة بين الدين والسياسة – سراج الدين يسعى لإنشاء تنظيم غير مشروع بهدف تغيير النظام والاستيلاء على السلطة.
وفى نفس اليوم نشر الأهرام مقالًا بدون توقيع بعنوان «لماذا هيكل» جاء فيه: هيكل دائمًا يلعب دورا أكبر بكثير من حجمه، كان يتصل بالسياسيين والصحفيين الأجانب ويقول لهم إن السياسة الاقتصادية أدت إلى ظهور طبقة طفيلية جديدة.. الرئيس السادات قال له ذات مرة.. عبدالناصر قفّل الصحافة عليك وأنت تكتب ما يريده عبدالناصر.. لكن دلوقت لا.
وفى أهرام ١٦ سبتمبر كانت العناوين: إبعاد السفير السوفيتى و٦ من أعضاء السفارة خلال ٤٨ ساعة.. إلغاء عقود جميع الخبراء السوفيت والمكتب الحربى بالسفارة.
وفى ١٧ سبتمبر قال الرئيس السادات فى خطاب بالدقهلية: دخلنا معركة الرخاء من أوسع أبوابها.
يوم ٢٤ سبتمبر نشر الأهرام فى صفحته الأولى خبر وفاة طلعت يونان (٥٥ عاما) والرئيس السادات يعلن أسفه لفقدان طلعت يونان، ويأمر بأن تكون تكاليف الجنازة على حساب رئاسة الجمهورية.
لقد بدأ فى سبتمبر ١٩٨١ فصل جديد حدثت بعده أحداث وتطورات كثيرة..
.. وللقصة فصول أخرى.