الهلال الأحمر المصري.. يد العطاء والإنسانية.

بقلم/ الدكتور مصطفى السنوسي
في زمن تتصارع فيه الأولويات وتتراجع فيه أحيانًا قيم التعاون، يظل الهلال الأحمر المصري شعلة مضيئة في ميدان العمل الإنساني، ودرعًا وطنيًا يثبت في كل أزمة أن «الإنسان أولًا»، ويجسد بعمق فلسفة “الجمهورية الجديدة” التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تضع المواطن في قلب السياسات الوطنية، وتؤمن بأن التنمية لا تكتمل إلا بالكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.
-لقد تابعت – كأحد أبناء هذا الكيان النبيل وعضو فيه منذ أكثر من عشر سنوات – بفخر بالغ الاستجابة الفورية والشجاعة لفرق الهلال الأحمر المصري خلال العاصفة المفاجئة التي ضربت محافظة الإسكندرية أول أمس، وما خلفته من أضرار مادية ونفسية على المواطنين، لا سيّما في الأحياء الشعبية والمناطق ذات البنية التحتية الهشة.
-ففي مشهد يعكس أعلى درجات التنسيق والانتماء الوطني، انطلقت فرق الهلال الأحمر خلال ساعات قليلة إلى الميدان، حاملة المساعدات، والدعم النفسي، والمأوى المؤقت، والأمل. لم يكن الأمر مجرد استجابة طارئة، بل كان تطبيقًا حيًا لمبدأ «التدخل المبكر» والجاهزية الدائمة، وهي إحدى ركائز استراتيجية رؤية مصر 2030 في مجال التنمية الاجتماعية وبناء الإنسان.
-ما فعله هذا الكيان الإنساني لم يكن مفاجئًا لمن يعرفه. فالهلال الأحمر المصري ليس مجرد مؤسسة إغاثة، بل منظومة متكاملة من العمل المؤسسي، والانضباط، والقيم، تتكامل مع أجهزة الدولة والمجتمع المدني لخدمة المواطن دون تمييز.
-ولم تكن جهود الهلال الأحمر المصري لتتألق بهذا الشكل لولا الرعاية الكريمة والدعم غير المحدود من القيادة السياسية، ممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يوجّه دائمًا بتعظيم دور العمل الأهلي والتطوعي، ويدعو إلى تمكين الشباب للمشاركة الفاعلة في تنمية المجتمع وبناء وعيه.
-وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الدور المشرف للسيدة الفاضلة انتصار السيسي، قرينة السيد الرئيس، والرئيسة الشرفية للهلال الأحمر المصري، التي لا تتوقف عن تعزيز جهود المتطوعين والمتطوعات، والتأكيد على أن “العمل الإنساني هو روح الجمهورية الجديدة”. والتي ترسّخ بفكرها المتوازن دعمًا معنويًا ومؤسسيًا لهذا الكيان الوطني، وجعلت من دعمه واجبًا على كل فئات المجتمع.
-إنني كمتطوع في الهلال الأحمر منذ أكثر من عقد، أرى عن قرب التحديات الجسيمة التي تواجه العمل الإنساني، من محدودية الموارد إلى ضغوط الأزمات، لكنني في كل مرة أُدهش بحجم الإصرار لدى زملائي المتطوعين، وإيمانهم العميق برسالة الهلال الأحمر، الذي يتحرك بنبض الشعب وضميره.
-العاصفة التي ضربت الإسكندرية ذكّرتنا بأن الخير لا ينام، وأن مصر لا تُخذل أبدًا طالما فيها من يسهر على سلامة الناس، ومن يسارع إلى ميادين العطاء لا إلى منصات الظهور.
-تحية تقدير لكل من حمل الشعار الأحمر وسارع إلى نصرة أخيه الإنسان. تحية إلى كل من جسّد “الإنسانية في الميدان” لا في الشعارات.
وتحية إلى قيادة سياسية تدعم وتؤمن بأن التنمية ليست أرقامًا فقط، بل أرواح تُنقذ، وكرامات تُصان.
-الهلال الأحمر المصري أحد أعمدة الجمهورية الجديدة، وصوت مصر الإنساني في الداخل والخارج، ودعمه مسؤولية وطنية. فليكن دعمنا له بحجم عطائه، وليكن انضمام شبابنا إليه واجبًا لا اختيارًا.
-في الأزمات تُصنع القيم، وفي الميدان تُختبر الشعارات، والهلال الأحمر دائمًا في المقدمة، بروح أبنائه، وثقة دولته، ورعاية قيادته.
بقلم/ الدكتور مصطفى السنوسي
عضو أمانة التنظيم المركزية – حزب الجبهة الوطنية
عضو هيئة تدريس القانون الدستوري بكلية الحقوق.