احتمال اندلاع صراع متفجر.. وراء أزمة إسرائيل مع ماكرون

المصدر: يديعوت أحرونوت

الكاتب: إيتامار آيخنر

 

أولًا: خلفية الأزمة السياسية في فرنسا

يشير المقال إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون يعاني من أزمة داخلية خانقة:

• هزيمة مذلة في انتخابات البرلمان الأوروبي أمام مارين لوبان.

• فقدان الأغلبية البرلمانية بعد الدعوة لانتخابات مبكرة، وتحول حكومته إلى حكومة أقلية.

• محاولة لإنقاذ إرثه السياسي عبر السياسة الخارجية، خاصة عبر الملف الشرق أوسطي.

➤ تحليل: ماكرون يسعى للظهور كزعيم عالمي فاعل في ظل فشل داخلي، ويستثمر في الملفات الدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لتعزيز مكانته وشغل الفراغ الأوروبي الذي تتركه الولايات المتحدة بقيادة ترامب.

ثانيًا: تصعيد غير مسبوق في العلاقات مع إسرائيل

1. هجوم إسرائيلي لفظي واسع على ماكرون:

o اتهامات من وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنه “يشن حربًا صليبية” ضد إسرائيل.

o تلميحات إلى معاداة السامية.

o تصريحات مهينة من وزراء مثل غدعون ساعر وإسرائيل كاتس وحتى نتنياهو شخصيًا.

2. ماكرون من جانبه:

o أدلى بتصريحات حادة حول “كارثة إنسانية غير مسبوقة” في غزة.

o تحدث عن حصار شامل ومنع المساعدات، ووجّه اللوم مباشرة إلى حكومة نتنياهو.

o هدد ضمنًا بـ عقوبات أوروبية أشمل، وبدأ بالفعل بتقليص المساعدات العسكرية الهجومية.

➤ تحليل: ماكرون لم يصف الحرب بـ”الإبادة الجماعية”، لكنه تبنّى خطابًا إنسانيًا قويًا يعكس توجهًا أوروبيًا جديدًا نحو ربط الدعم السياسي لإسرائيل بالامتثال لقواعد القانون الدولي.

ثالثًا: محور الصراع: “الاعتراف بدولة فلسطينية”

• ماكرون يقود تحركًا أوروبيًا محتملًا للاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية.

• إسرائيل ترى ذلك كتهديد استراتيجي، وتلوّح بخطوات انتقامية:

– فرض السيادة على المنطقة “ج” في الضفة الغربية.

– إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس.

– إجراءات دبلوماسية قاسية ضد فرنسا.

➤ تحليل: الاعتراف الفرنسي المحتمل بفلسطين يشكل كسرًا لتوازن طويل الأمد في السياسة الأوروبية تجاه النزاع، وسيُفسّر إسرائيليًا كـ”شرعنة للإرهاب” ويواجه بردود انتقامية، ما قد يشعل مواجهة دبلوماسية حادة قد تمتد إلى دول أوروبية أخرى.

رابعًا: أخطاء إسرائيل في إدارة الأزمة الأوروبية

• انعدام استراتيجية سياسية إسرائيلية في أوروبا.

• تعويل كامل على فوز ترامب، وفقًا لعقيدة رون ديرمر، دون حساب لتغيرات الرأي العام الأوروبي.

• الخطاب العدائي لإسرائيل ضد ماكرون والدول الأوروبية يغذي عزلة دبلوماسية متزايدة.

➤ تحليل: إسرائيل تعاني من أزمة في العلاقات العامة الدولية، إذ ترد على الانتقادات الحقوقية باتهامات فورية بمعاداة السامية و”الوقوف مع الإرهاب”، ما يُضعف مصداقيتها في الغرب، خصوصًا أمام جمهور لم يعد يساوي بين “أمن إسرائيل” و”شرعية أفعالها العسكرية”.

خامسًا: سيناريو الصدام المتوقع

في حال أقدمت فرنسا على الاعتراف بدولة فلسطينية:

• إسرائيل سترد بخطوات أحادية الجانب في الضفة.

• فرنسا لن تصمت، وسترد بإجراءات مضادة.

• تدهور غير مسبوق في العلاقات، مع امتداده إلى بقية أوروبا.

➤ تحليل: العلاقات الفرنسية الإسرائيلية تقترب من نقطة الغليان الدبلوماسي، وقد يشكل مؤتمر نيويورك المرتقب منصة للانفجار، خصوصًا إن كان هناك دعم خليجي وأوروبي لتحرك ماكرون.

سادسًا: الدروس والتحذيرات

• السفير الإسرائيلي السابق في فرنسا داني شيك يحذّر من تحول ماكرون – الذي كان داعمًا حقيقيًا لإسرائيل – إلى عدو بسبب التهور الدبلوماسي الإسرائيلي.

• يرى أن نفاد الصبر الأوروبي ليس مسألة وقتية، بل هو نتيجة سياسة إسرائيلية انعزالية ومتعجرفة تُصوّر كل نداء لوقف الحرب كمؤامرة ضدها.

➤ تحليل: المقال يسلط الضوء على تحوّل جيوسياسي مهم: أوروبا تتحرّك خارج الهيمنة الأميركية في الملف الإسرائيلي الفلسطيني، ومع تصاعد الكارثة في غزة، قد تصبح الشرعية الدولية الجديدة مشروطة بإنهاء الحرب وإنشاء دولة فلسطينية.

خلاصة تحليلية

البُعد التحليل

الداخل الفرنسي ماكرون مأزوم داخليًا ويبحث عن إنجاز خارجي يعوّض خسارته السياسية.

إسرائيل تتبنى خطابًا تصعيديًا هجوميًا يُقصي أوروبا ويحوّل الدعم الدولي إلى عداء.

الأفق الدبلوماسي العلاقات مرشحة للانفجار، والاعتراف الفرنسي بفلسطين قد يكون القشة التي تقسم ظهر العلاقة.

الرهانات إسرائيل تراهن على ترامب، بينما يتغير المزاج الدولي وتقترب أوروبا من تجاوز حالة الصمت.

النتيجة المحتملة أزمة مفتوحة قد تتحول إلى قطيعة دبلوماسية وتفرض واقعًا جديدًا في المشهد الدولي بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى