“استغلال متكرر لأزمة النقل في الوادي الجديد.. تستدعي حلولًا مستدامة” .

تعد محافظة الوادي الجديد من أكبر محافظات مصر مساحة، وتواجه تحديات في الوصول الجغرافي بسبب بعدها عن مراكز التجمع السكاني الرئيسة، وهو ما يجعل الاعتماد على شبكة طرق محدودة وغياب وسائل نقل جماعي من النوعية الثقيلة مثل القطارات والطيران الداخلي، أمر لا يواكب طفرة البناء في ظل الجمهورية الجديدة.
-ما أثار الحديث، أنه بينما ينتظر أهالي محافظة الوادي الجديد بشغف حلول عيد الأضحى المبارك، إذ بهم يُفاجأون بأزمة مع العزلة الجغرافية، حيث وصلت أسعار تذاكر السفر من القاهرة إلى الوادي الجديد إلى ٨٠٠جنيه و٩٠٠ج وحتى ١٢٠٠ جنيه، في استغلال فجّ لحاجة الناس للسفر والاحتفال بالعيد مع ذويهم.
-منذ عقود، يحلم أهالي الوادي الجديد بقطار يربطهم ببقية أنحاء الوطن. هذا الحلم ظل حبيس الأدراج رغم كل الدراسات التي أُنجزت وكل التصريحات التي أُطلقت. وجود سكة حديد ليس فقط مطلبًا خدميًا، بل هو مشروع قومي يعيد تشكيل الخريطة الاقتصادية والسكانية لمصر.
-وقد سبق أن طُرحت دراسات بشأن مد خطوط السكة الحديد من أسيوط إلى الخارجة، ولذلك من المهم إحياء هذا الملف في ظل توجه الدولة نحو تنمية الصعيد.
-وجود خط سكة حديد إلى الوادي الجديد، يخفف الضغط على شبكات الطرق ويقلل الحوادث، يخفض تكاليف النقل، خاصة للسلع الزراعية، يجذب السكان والمستثمرين ويُحيي القرى التي هجرت، كما يخلق فرص عمل في النقل والخدمات اللوجستية.
-أما عن الطيران.. الحل مهمل، فمع إغلاق مطار الداخلة، يبقى قطاع الطيران مغيبًا رغم كونه حلاً فعالًا: فخلال المناسبات مثل العيد، من الطبيعي أن تُسيّر شركات الطيران رحلات استثنائية، خاصة يوم وقفة عرفات، فتكلفة الطيران أقل من تكلفة الاستغلال الحالي.
-ولعل تشغيل مطار الداخلة أو دعم رحلات مطار الخارجة خلال هذه الفترات خطوة تستحق الدراسة الجادة.
-ولا بأس في التذكير بطريق أسيوط – الخارجة، الذي ما زال على حاله، بلا ازدواج، يحمل يوميًا أرواح أبنائنا وسط مخاطر عدة، فإلى متى؟ فهو يُعد أحد شرايين الحياة الرئيسية للمحافظة، إلا أنه ما زال بحاجة إلى ازدواج وتوسعة بما يتناسب مع حجم الحركة عليه، خاصة في مواسم الأعياد والنقل الزراعي، حيث تتزايد معدلات السفر.
-إن رفع التذكرة إلى ١٢٠٠ جنيه، مع حجة أن “العودة تكون خالية”، لا يمكن قبوله:
-حتى لو افترضنا تكلفة الذهاب والعودة بـ٨٤٠ جنيهًا، فإن فرض سعر أعلى من ذلك للذهاب فقط هو سرقة معلنة في وضح النهار، المواطن يُحمَّل سعر الذهاب والعودة معًا والأتوبيس يعود شبه خالٍ، ثم نُفاجأ أن التذاكر كانت متفقًا عليها، ما يعني أن الزيادة ليست رسمية، بل اجتهاد شخصي ممن لا يخشون عقابًا.
-وفي ظل القيادة السياسية الحكيمة والجهود الاستثنائية من اللواء الدكتور محافظ الوادي الجديد نطالب بألا يمر هذا الحدث مرور الكرام وأن يتم تحقيق فوري في أسعار تذاكر شركات النقل، وإلزام الشركات بالتسعيرة الرسمية، إضافة لتشغيل رحلات جوية إضافية خلال الأعياد من مطار القاهرة إلى الوادي.
-محافظة الوادي الجديد ليست مجرد أرض نائية، بل قلب أخضر يرفد مصر بخيرات الزراعة والموقع الإستراتيجي، كما أنها تزخر بفرص واعدة في الزراعة والسياحة والتعدين، وتحتاج إلى بنية نقل قوية تكون رافعة للتنمية، لا عبئًا متكررًا على المواطن.
-وإذ نثق في حرص الجهات المعنية على تحقيق العدالة وتوفير الخدمات بشكل متوازن بين المحافظات، نأمل أن تكون هذه الرسالة صوتًا من أصوات أبناء الوادي، نابعة من محبةٍ وحرصٍ على مصلحة تراب هذا الوطن وداعمة للجهود الاستثنائية في ظل قيادة فخامة السيد رئيس الجمهورية.
وكل عام ومصر وأهلها بكل الخير.

بقلم| الدكتور/ مصطفي حسن السنوسي عضو هيئة تدريس القانوي الدستوري وعضو الأمانة المركزية حزب الجبهة الوطنية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى