حروف غزة..نار..ونور

 

بقلم د. أسماء حميد أبو موسى

يقول الخبر أن الذين قضوا من الأطفال في هذه المقتلة هم 16503، وتقول الحقيقة أن غيرهم قضوا خارج العد، وأن كلَّهم حباتُ قلبٍ وعين، يحفظ آباؤهم ملامحهم عن ظهر غيب، قلامة الظفر وقصة الشعر بصمة الصوت الطبق المفضل والثوب الأثير، أحلامهم أسرارهم وحتى المخاوف والكوابيس، أسباب الضحكات وسر الدمعات وأول كل شيء.

كيف يمكن أن تختزل الخسارات والحكايا في رقم أصم على عداد الموت؟

،،،

غيَّرت هذه المقتلة حتى صلاتِ الدم والقربى، صارت القربى تقاس بالشدِّة، وأنشأت روابط جديدة بين ضيف النزوح ومضيفه، بين من مات له ومن آسى وساند، بين الذين تعاضدوا لنبش الركام عن الناجين أو الضحايا، بين الذين تشاركوا حفر القبور لمواراة الجثامين الثرى، بين الذين تلاقت عيونهم ساعات الرعب والزلزلة، بين من تقاسموا آخر الزاد وآخر الماء، والدم؟ يراق على أغزر ما تكون إراقة الدم!

،،،

يا ربَّ يونس صارت الظلمات بعضها فوق بعض، ويا ربَّ يوسف تكاثرت علينا الذئاب في غيابة الجبِّ والسجن، يا ربَّ أيوب صار الضرّ يستدعي ضرًّا يتبعه، يا ربَّ إبراهيم حرَّقتنا النار ويا ربَّ إسماعيل أعمل الذبحُ سكينه فينا ولا كبش ولا فدا، ويا ربَّ يحيى فصلت الرؤوس تقطر من زكيِّ الدم ويا ربَّ محمد طال حصار الشعب في عامين من الحزن والرمادة، ولا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى