نتانياهو : مستعد لإنهاء الحرب بشرط ضمان أمن إسرائيل

كتب الصحفي رامي فرج الله
مراسل البلاغ
مدير مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية بدولة فلسطين

مقال تحليلي/ أعلن نتانياهو صراحة أنه مستعد لإنهاء الحرب ، و لكن بشرط تضمن أمن إسرائيل، و ألا تبقى حماس على حكم غزة، مضيفا أيضا أنه على استعداد لهدنة مؤقتة.

تصريحات نتانياهو هذه، جاءت في خطابه مساء اليوم، من القدس، أوضح فيها أن التفاوض مع حماس عقيم، و مضيعة للوقت.

خطابه كشف المستور فيما يجري بالدوحة في المفاوضات، فإعلانه إنهاء الحرب على غزة، شريطة ضمان أمن إسرائيل، و عدم بقاء حماس في الحكم، يبن كثيرا مما يجري في التفاوض وراء الكواليس ، و بتكتيم لم يسبق له مثيل.

فنتانياهو قد وضع شرطين لإنهاء حربه الشعواء على غزة، تمثل في الآتي :
أولا/ ضمان أمن إسرائيل، و هذا لا يتأتى إلا بنزع سلاح حماس، وهو بالنسبة للحركة خط أحمر ، يجب القفز عنه.
و الثاني/ عدم بقاء حماس في حكم غزة، و يعني ذلك خروج قياداتها أو ما تبقى إن صح التعبير، خروجا آمنا هم و عوائلهم، و ألا تكون في أي خريطة سياسية مستقبلية.

و إذا ما تعمقنا أكثر في تصريحاته هذه، سنجد أنه ألمح في رسالته إلى الفلسطينيين و العالم برمته، إلى أنه إنسان مراوغ، يحاول اللعب على الوقت، مراهنا على ما يجري على الأرض من وقائع تغير المعادلة في المفاوضات من ناحية، و من ناحية أخرى، إيهام العالم بأسره أنه مستعد لوقف الحرب مستدام، إذا تلاشت جميع ذرائعه، من وجود السلاح بيد حماس، و احتجاز الرهائن ، ما يخفف عليه وطأة الضغوطات العالمية، لاسيما الأميركية.

و إذا ذهبنا إلى مسار آخر في تصريحاته المبطنة، بعدم بقاء حماس في الحكم، فيعني هذا ما لا يدع مجالا للشك، أن حماس تفاوض على مستقبلها من 4 نواحي:
1- مستقبلها السياسي.
2- بقاؤها على حكم غزة.
3- ضمانات بعدم ملاحقة قياداتها بالخارج.
4- عدم التعرض لحساباتها المصرفية بالخارج.

ليس عيبا، أن تخرج قيادات حماس من غزة إلى أي بلد، طالما يحقن الدماء، و بضمانات لإنهاء الحرب التي اقتربت على مرورها سنتين، حيث يقول تعالى: ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم ، قالوا كنا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) إلخ الآية 97 من سورة النساء.

و هذا أسلوب توبيخ، و تقريع، و تأنيب، لمن لم يحقن دماء المسلمين، و يقاتلون و هم ضعفاء مظلومين، بتركهم الهجرة حفاظا على الدين و الأرواح.

لكن هذه الضمانات لا تعطى لميلشيا، بل للدولة، فلماذا لا تشرك حماس السلطة في المفاوضات، لسحب البساط من تحت قدمي نتانياهو؟

و أخيرا ، و ليس آخرا: ” نتانياهو يعرف كيف يراوغ لإطالة أمد الحرب، و حماس لا تعرف كيف تفاوض، و على ماذا تفاوض، ما يجعل الحركة يوما بعد يوم تتيه في بحر المفاوضات مع عدو يتسم بالذكاء، و الدهاء، و المراوغة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى