جنود ومسؤولون إسرائيليون: ندمر مساحات شاسعة في غزة دون أي هدف عملياتي أو أمني

المصدر: موقع “سيحاه مكوميت” الإسرائيل
كشف موقع “سيحاه مكوميت” الإسرائيلي عن سلسلة شهادات ميدانية، وصفت سياسة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية بأنها “تدمير ممنهج بلا أهداف عسكرية”، يجري تنفيذه بأوامر مباشرة من قيادة الجيش وبدعم من تصريحات سياسيين إسرائيليين، ويهدف إلى منع الفلسطينيين من العودة إلى مناطقهم بعد الحرب.
💢 جنود: ندمر البيوت بلا مبررات أمنية
في شهادات ميدانية أدلى بها جنود يخدمون حاليا في جيش الاحتلال، قالوا إن تدمير البيوت والبنية التحتية في غزة أصبح هدفا بحد ذاته، دون أي مبررات عملياتية أو أمنية.
وأكد أحدهم “قادة الألوية والكتائب يقررون تدمير البيوت بناء على ما يرونه مناسبا، وهناك سائقو جرافات ومدرعات دمروا في بعض الحالات أكثر من 50 بيتا في أسبوع واحد فقط”.
وأضاف الجنود أن عمليات الهدم الواسعة تُنفذ تحت شعار أن “المناطق التي تُهدم ستُضم إلى النفوذ الإسرائيلي ولن يُسمح للفلسطينيين بالعودة إليها”، مشيرين إلى أن التعليمات بهذا الشأن غير مكتوبة لكنها مفهومة ومشجعة من القيادات الميدانية.
💢 مسؤول أمني: ما يجري في غزة جريمة حرب
ونقل الموقع عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق -لم يُذكر اسمه لدواعٍ أمنية- وصفه لما يحدث في غزة بأنه “جرائم حرب”. وقال المسؤول “قد يكون من المشروع هدم بيت اختبأ فيه مخرب، لكن تدمير البيوت من دون أي سبب أو تهديد مباشر هو شيء آخر تماما”.
وأكد أن التدمير الواسع للأحياء السكنية يجري بأوامر عسكرية عليا، مستندا إلى خطاب سياسي رسمي يقنن مثل هذه العمليات، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يسيطر حاليا على نحو 35% من مساحة غزة، أي نحو 129 كيلومترا مربعا، جرى تصنيفها “منطقة أمنية عازلة”.
وكشف المسؤول أن 73% من مباني مدينة رفح دمرت كليا، من بين أكثر من 28 ألف بيت كانت تؤوي نحو 200 ألف شخص قبل اندلاع الحرب. كما جرى تدمير كل المباني في المناطق الحدودية بعمق كيلومتر كامل، دون وجود أي تهديد فعلي منها على إسرائيل.
ووفقا للمصدر ذاته، تجري عمليات تدمير البيوت ضمن “طقوس عسكرية” تشمل خطابا لقائد اللواء قبل التفجير، أو إشعال النيران في المنازل، في مشاهد وصفها بأنها أقرب إلى “استعراض ميداني للقوة”.
💢 أوامر بتدمير ممنهج في لبنان
وفي شهادة لجندي إسرائيلي خدم سابقا في جنوب لبنان، أوضح أن الأوامر التي تلقوها حينها كانت صريحة “تدمير القرى الشيعية بالكامل، حتى دون الحاجة إلى إثبات أنهم ينتمون إلى حزب الله يشكلون تهديدا”.
وقال الجندي إن البيوت والمساجد وشبكات المياه جرى تدميرها بشكل ممنهج بهدف منع السكان من العودة إلى قراهم، وهو ما يربط بين النهج المتبع في غزة والضفة والنهج العسكري ذاته في لبنان.
💢 في الضفة الغربية.. الهدم يستهدف فكرة حق العودة
أما في الضفة الغربية, فقد سلط التقرير الضوء على أن التدمير الذي يستهدف مخيمات اللاجئين لا يهدف فقط إلى شق الطرق أو تسهيل تحركات آليات الجيش، بل يتجاوز ذلك إلى “نسف فكرة اللجوء وحق العودة”، لأن المخيمات الفلسطينية تمثل هذا الرمز السياسي والإنساني.
وأكد التقرير أن النهج التدميري في الضفة يجري ضمن سياق واضح لتفكيك البنية الرمزية لفكرة المخيم بوصفه معقلا للهوية الوطنية الفلسطينية، وليس فقط لأسباب ميدانية كما يدعي الجيش في بياناته الرسمية.