غزة- بيروت – تحقيق استقصائي/ رامي فرج الله –
كشف نضال السبع، الباحث السياسي اللبناني، أن يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي الراحل أبلغ حزب الله ليلة السابع من أكتوبر العام الماضي عن طريق القيادي صالح العاروري أن يستعد للمشاركة بطوفان الأقصى بدخوله إلى الجليل المحتل، مبينا أن الجيش الإسرائيلي صبيحة يوم الطوفان انسحب من حدوده الشمالية فاتحا حدوده أمام حزب الله لدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة.
و لفت إلا أن حسن نصر الله ، الأمين العام لحزب الله، أكد في أول خطاب له عقب طوفان الأقصى انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحدود الشمالية لدولته، موضحا أن السنوار اتخذ ثلاث خطوات ، الأولى طلب من حزب الله دخول إسرائيل من جنوب لبنان بعد دخول غلاف غزة بنصف ساعة، الثانية: إبلاغ هنية بقطر و مكتبه السياسي بطوفان الأقصى بعد خوضها بنصف ساعة، و الخطوة الأخيرة هي إصدار قرار بإبعاد كل قيادة القسام .
و أكد السبع في تصريحاته أن حزب الله كان مرتبكا، و بين خيارين إما إسناد غزة، و فتح المعركة مع الاحتلال، و إما النأي و الحفاظ على لبنان، موضحا أن حزب الله إذا لم يساند السنوار سيخرج الإخوان المسلمين و يوجهون اتهامات لنصر الله بمقاتلة السنة في حمص، و تركه الفلسطينيين وحدهم، و إذا فتح المعركة بإسناد السنوار سيخرج خصوم حزب الله و يتهمونه بدخول معركة لا ناقة للبنانيين فيها ولا جمل، واصفا قرار حزب الله بإسناد غزة ” قرارا خطأ “، مضيفا:” كان من المفترض أن يسير السنوار ضمم استراتيجية حزب الله و ليس العكس”، متهما حزب الله بارتكاب خطأ كارثي بعدم قراءة شخصية يحيى السنوار، و تاريخه”، ضاربا مثالا بأن حزب الله عندما خرج الشيخ عبد الكريم عبيد من أسره في سجون الاحتلال كرمه، و لم يضعه في منصب قيادي، بخلاف السنوار الذي سلمته حماس قيادتها بغزة بعد الإفراج عنه، معتبرا أنه لم يكن هناك دراسة موضوعية للمشهد برمته، مبينا أن السنوار ورط محور المقاومة، مقدما عملية طوفان الأقصى ذريعة للاحتلال الإسرائيلي بالقضاء على المحور، و تغيير الشرق الأوسط على طبق من ذهب.
و أردف قائلا:” حزب الله عمليا دخل في معركة لم يكن مستعدا لها، حيث أبلغ السنوار حزب الله بدخول غلاف غزة قبلها بنصف ساعة”، مؤكدا أن قيادة حماس أيضا لم تعرف مسبقا بما سيقوم به السنوار.
و شدد على ” نحن أمام شخص بمفرده جر المنطقة إلى حرب ، مما يضع استفهاما كبيرا”، مضيفا أن نتانياهو في حديثه بعد يومين من طوفان الأقصى أكد اتجاه إسرائيل إلى تغيير وجه الشرق الأوسط، متوعدا بشار الأسد .
و أكد أن سوريا كانت ضمن خطة نتانياهو بعد لبنان و حماس، ملمحا إلى أن إسرائيل انتهت من حماس و كتائبها، لافتا إلى أن نتانياهو أنهى المعركة عمليا في غزة باغتيال محمد الضيف.
و قال السبع:” بعد أن أحكمت إسرائيل سيطرتها على غزة بالقضاء على قيادة القسام، و قدرة حماس الصاروخية، ذهبت إلى لبنان بجر حزب الله إلى معركة استنزاف”، مضيفا:” إسرائيل اغتالت ٥٣١ كادرا لحزب الله بالجبهة الأمامية، ثم انتقلت إلى اغتيال فؤاد شكر، و ٥٠٠٠ قيادي للحزب من خلال البيجر، و قيادة الرضوان، و نصر الله”، مشيرا إلى أن حزب الله اعتقد أن تذهب الحرب لأسبوعين أو شهر على أبعد تقدير، و من ثم تبادل الكل مقابل الكل.
و بين أن إسرائيل ضربت كل المعابر الحدودية التي يستخدمها حزب الله، و مصانع الذخائر و القذائف الصاروخية، موضحا أن إسرائيل تسير بخطة ممنهجة، بضرب الصواريخ، و العقول و الكوادر المتقدمة بالحزب، و من ثم ضرب رمز حزب الله، و غرفة التحكم و السيطرة.
و كشف أن حزب الله فشل في الأمن، حيث كان هناك اختراقات في أمن حزب الله، و فشل في معركته الإعلامية، حيث أن قناتي المنار و الميادين التابعتين للحزب لم تقدما رواية مقنعة للجمهور اللبناني، مضيفا أن القنوات الإعلامية له كانت تراهن على احتجاجات عوائل أسراه بإسقاطه، و ذهابه إلى المحكمة، داعيا إلى قراءة نقدية لمجريات الأحداث.
و عبر قراءته النقدية، أوضح الباحث السياسي نضال السبع أن ما حدث في غزة كان تضخيم لحركة حماس حيث اعتبرت حماس نفسها جيشا منظما و ليس مقاوما، معتبرا أن العمل المقاوم ليس جيشا، منددا بإعطاء الغرب فكرة أن حماس جيش ، وكان من المفترض أن تطلق على نفسها عمل مقاوم، و فايز الدويري زاده بأن اعتبر حماس جيش مقابل جيش.
و أكد أن نتانياهو كان على علم بطوفان الأقصى، حيث أن مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية الجنوبية أبلغ قبل بساعات قيادته العسكرية و مكتب نتانياهو بنية حماس القيام بعملية لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يسمع، مضيفا أن علي نسمان ، و هو ناشط و إعلامي ، نشر فيديو على صفحته فيديو محاكاة اقتحام الحدود، قبل أسبوعين من طوفان الأقصى، ثم بعد ٧ أكتوبر بثلاثة أيام قتل الاحتلال علي نسمان و عائلته، مدلا على أن إسرائيل كانت تراقب صفحته الشخصية، و قتله و عائلته يثبت علم نتانياهو مسبقا بطوفان الأقصى.
و اختتم حديثه بالقول:” من المفترض أن حماس لم تسلم القيادة للسنوار بعد خروجه من السجون الإسرائيلية، و خوض معركة دون الاستعداد لتحمل تداعياتها”، داعيا إلى قراة كل المشهد قراءة نقدية دقيقة و بموضوعية.