السؤال الأول : ماهي الدوافع التي دفعت الكاتبة إلى تأليف ذلك الكتاب ؟
الجواب :في البداية أتقدم بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك إلى كافة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها داعيًا المولى العظيم أن يوففهم للصيام والقيام والدعاء.
إن جزرالقمر دولة عربية مسلمة سنية الاعتقاد وشافعية المذهب ، تمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي الطرف الشمالي لمضيق موزمبيق الذي يفصل بين جزيرة مدغشقر وشرق إفريقيا .
لقد نظرت إليها منذ نعومة اظفاري وهي تعيش تحت الاستعمار الفرنسي منذ فترة طويلة ،وبعد نيل الاستقلال ٦من يوليو ١٩٧٥ إلى يومنا هذا لم تنهض في المجال الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، فبعد تفكر طويل رأيت أن أقوم بدراسة شاملة لجميع الموانع التي منعت نهوض جزرالقمر ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديا وسياسيًا ، فتوصلت إلى أسباب كثيرة منها داخلية وخارجية .
من أبرز الأسباب الداخلية :فقدان الوطنية والشعور بالمسؤولية التامة لخدمة الوطن بصدق واخلاص ، إضافة إلى انتشار ظاهرة الفساد الإداري لدى فاقدي الضمير الوطني الذين هم ولاءهم وانتماؤهم إشباع غرائزهم وقطع ألسنة ذوي الهمم العالية والشعور بالمسؤولية التامة لخدمة الوطن.
والأسباب الخارجية تعود معظمها إلى الاستعمار وما بعد الاستعمار ، وذلك أن جزرالقمر هي من الدول الصغرى في حجمها وقلة صادراتها فاستطاع الاستعمار الفرنسي بسط سيطرتها الكامل عليها، ففي مسألة الاستقلال كان يرى الأمير سيد ابراهيم بن السلطان سيد علي المسيلي العلوي-رحمه الله- الذي كان رئيس مجلس الحكومة في جزرالقمر ١٩٧٠-١٩٧٢ أنه لم يأت الوقت للمناسب لأخذ الاستقلال لعدم وجود أيدي عاملة وطنية تتمتع بالكفاءات العلمية والثقافية ، فكانت النتيجة أن الرئيس أحمد عبدالله عبد الرحمن – رحمه الله- سارع في أخذ الاستقلال دون تريث مما أدى إلى ركود جزرالقمر اليوم .
وأعظم من ذلك الانقلابات العسكرية التي تلت الاستقلال من قبل المرتزقة الفرنسيين والذين كان يقودهم المرتزق الفرنسي (بوب دينار) في أكثر من اربع انقلابات على يده مما أدى إلى تدهور الاوضاع دائمًا .
وكذلك من التدخلات الخارجية التدخل الإيراني باسم الاسلام ، وهذا الأمر نجده قيام ماتسمى بالثورة الايرانية المزعومة على يد الخميني ١٩٧٩، وقيام الولايات المتحدة الامريكية بفرض عقوبات اقتصادية على إيران ، وكذلك جنوب إفريقيا أيام التفرقة العنصرية فيها ،تحالفت إيران مع جنوب إفريقيا بتبادل تجاري داخل الستار برعاية المرتزق الفرنسي ( بوب دينار) وعصابته الذين كانوا في حماية وحراسة رئيس جزرالقمر في ذلك الوقت أحمد عبدالله ، فكانت جزرالقمر معبرا للبضائع الإيرانية إلى جنوب افريقيا وذلك باستخدام جزرالقمر بحريًا وجويًا.
إضافة إلى أن الإمدادات الإيرانية بدأت وصولها إلى جزرالقمر بعد تخرج الرئيس الأسبق أحمد عبدالله محمد سامبي (٢٠٠٦-٢٠١١) من الحوزات العلمية في ايران وصوله إلى جزرالقمر لتوزيع ثورة المجوس في وقت نعلم أن جزرالقمر سنية العقيدة وشافعية المذهب منذ دخول الإسلام فيها إلى يومنا هذا .
ومما دفعتني إلى تأليف الكتاب بعد بحث وتدقيق تبين لي ان الدعم الخارجي لأجل نهضة البلاد كان كثيرًا ولاسيما من الدول العربية وبالأخص المملكة العربية السعودية التي وقفت معها قبل الاستقلال وبعد الاستقلال
فهذه الأسباب وغيرها أدت إلى أن أقوم بتأليف ذلك الكتاب ( مؤامرات في جزرالقمر ) دون مجاملة او تجريح بل إبراز الحقائق التي أراد المجرمون الذين دمروا دولتنا الحبيبة اخفاءها حتى الأجيال القادمة لاتعرف شيئا عنها.
السؤال الثاني : ما أهم فعاليات المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا والخدمات التي يقدمها للجاليات المسلمة ؟
-الجواب :المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا تعتبر من المركز الاسلامية التي لها مكانة عظيمة في نفوس المسلمين في فرنسا وذلك لحسن موقعه الاستراتيجي حيث يقع مقابل مركز تجاري بدخله سوق كارفور ، تحيطه محطات القطار والمترو وكذلك حافلات النقل العام ، كل ذلك ادى إلى كثرة زواره كل يوم .
وفي برامجها المختلفة التي يقدمها للمسلمين بعد الصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الجنازة يستقبل ابناء المسلمين لدراسة العلوم الاسلامية واللغة العربية في مدرسة داخل المركز حوالي ٢٥٠:طالب وطالبة، ويشرف عليها مدير المركز جعفر عبدالغني الرباع ،وذلك في يوم السبت والأحد.
ويصل المصلون عددهم في يوم الجمعة حوالي ٥٠٠٠ مابين رجل وامرأة ، وفي كل ليلة من ليالي رمضان يبلغ العدد إلى ٧٠٠٠ ولاسيما في ليلة القدر حيث يتم فرش الساحات المحيطة بالمركز بعدد يصل إلى ١٠٠٠ مابين رجل وامرأة .
وفي العيدين مع كثرة العدد نقيم صلاة العيد فيه على ثلاثة أفواج كل لك تلبية احتياجات المسلمين جميعا في أداء الصلاة في المركز يوم العيد .
وهو كذلك يقوم باجراء عقود الانكحة بعد ما يتم اجراء مراسم العقود في البلدية تماشيا مع النطام الفرنسي الذي يجعل النكاح المعترف في فرنسا نكاح البلدية أولًا وقبل كل شيء .
وفي إقامة صلاة الجنازة من الاعمال التي يقدمها المركز ولاسيما انه في مقابل اكبر مستشفى المنطقة وهو المستشفى الإسلامي المعروف بمستشفى (ابن سينا) .
وفي رمضان يقيم مائدة الافطار للصائمين في كل ليلة ، ويصل عدد المستفيدين حوالي ٣٠٠ مستفيد .
وفي خارج المحيط الفرنسي قام المركز بتقديم الدعم الكامل للمتضررين في العالم سواء المرضى كما في تونس والجزائر في تقديم المستلزمات الطبية بكاملها ، وكذلك ساهم بدعم مالي في تخفيف آلام المتضررين من حادثة الزلزال الأخيرة في سوريا وتركيا ،
إذًا المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي دوره في الداخل والخارج .
ومن جهود المركز كذلك تنظيم رحلة الحج والعمرة الى مكة المكرمة والمدينة المنورة سنويًا ، ولكن مع الانظمة القانونية الجديدة في المملكة العربية السعودية توقف العمل ، وهذا العمل كان يعطي للمركز قوة وثباتا على تبليغ رسالة الإسلام من خلال نقل المسلمين الى الديار المقدسة ليعيشو الجو الروحي بزيارة الحرمين الشريفين والصلاة فيهما .
فمن هذا المنطلق أرجو من الجهات المختصة بالحج والعمرة التعاون مع المركز بتسهيل الاجراءات القانونية التي تجعل المركز يقوم بلعب دوره في مسألة الحج والعمرة.
السؤال الثالث :ما رأيك في سمو ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرؤية التي أطلقها تحت مسمى رؤية السعودية 2030؟
-الجواب :إن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي – حفظه الله- يقود معركة الحرب على الفساد والمفسدين ، والدعوة إلى الإصلاح ، فشمل الاصلاح السياسي والثقافي والاقتصادي فقيامه – حفظه الله – بجولة عالمية شملت أوروبا وأمريكا وآسيا كان ذلك دليل على حسن وعيه في إثبات شخصيته العبقرية في الخارج بعد الداخل ،
ورؤية سموه الكريم 2030 هي رؤية واضحة المعالم ، ففي المجال الاقتصادي تحققت الرؤية بنمو حركة السياحة من خلال تسهيل تأشيرة السياحة والعمرة على عين المكان في جميع مطارات المملكة العربية السعودية.
ومما يؤكد لنا دور سموه في تعزيز الرؤية الحكيمة أن المرأة السعودية تشارك في خدمة المجتمع بكفاءتها العلمية فبرزت المرأة في المجال الوزاري وفي الدبلوماسية وغيرها.
-السؤال الرابع : ماهو دور السعودية في القضاء على التطرف والإرهاب ونشر الوسطية والاعتدال ؟
الجواب :
-دعني أولًا ان اعبر عما في نفسي من محبة صادقة نحو المملكة العربية السعودية ،
-إن المملكة العربية السعودية قبلتنا جميعا ، مهبط الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
ومحبتنا للمملكة العربية السعودية هي دينية قبل كل شيء ، وإنما لي شرف عظيم لأكون من اهل الوفاء للمملكة ،. وذلك أن جدي السلطان سيد علي بن سيدعمر المسيلي العلوي – رحمه الله- آخر سلاطين جزرالقمر (١٨٥٥-١٩١٦) تخرج من كلية الشريعة والقانون في الازهر الشريف ، ويعتبر هو أول قمري درس في الأزهر الشريف ، وكان يزور الحرمين الشريفين كثيرا ، ثم ان ابناء الملك عبد العزيز – رحمه الله- استمروا في توطيد علاقتهم مع عائلة السلطان سيد علي بعد وفاته.
وفي عام ١٩٧٥وجه الملك خالد بن عبدالعزيز- رحمهما الله- دعوة رسمية الى نجل السلطان سيدعلي وهو الأمير سيد ابراهيم لزيارة رسمية للملكة العربية السعودية لاداء مناسك الحج ، وبعد الحج مباشرة توفي الأمير سيد ابراهيم في جدة ، فمن هنا أمر الملك خالد بنقل جثمانه بطائرة ملكية خاصة برفقة صديقه السفير الدكتور عمر عبد الله ( مويني برك ) لدفنه في مدينة إكوني في جزرالقمر. .
كل ذلك مما جعلتني أعيش مع المملكة العربية السعودية بدمي وروحي والدفاع عنها دائما من خلال الكتابة والمنابر الاعلامية
ودور السعودية في القضاء على الارهاب ليس وليدًا اليوم بل منذ المؤسس الملك عبدالعزيز-رحمه الله- إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد سلمان حفظهما الله.
ويتجلى القضاء على الإرهاب من المملكة العربية السعودية قولا وفعلا.
وأكبر دليل على ذلك منظمة التعاون الاسلامي التي دعت السعودية الى تأسيسها بقيادة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمهما الله ١٩٦٦م لتكون منطلقة لتوجيه رسالة عالمية من الدول الاسلامية على أن الإسلام جاء رحمة للعالمين ، وتعاليمه تأتي لتكريم الإنسان دون إيذائه،
وكذلك منظمة رابطة العالم الإسلامي ،هي منظمة عالمية دعت السعودية إلى تأسيسها ٢٩٦٢م مقرها في مكة المكرمة ، لها هيأتها التابعة لها ، ومكاتبها في العالم ، تقوم بالتعاون مع المؤسسات الفكرية العالمية من خلال دعم السلام .
وإذا أتينا إلى عصرنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله دعم الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والارهاب أخذ موقفا كبيرا في المملكة .وذلك بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تأسيس مركز الحرب الفكرية التي يرأسها ولي العهد الامير محمد بن سلمان ، وهو مركز يضم الخبراء والمختصين في مكافحة الإرهاب ويلعب دورا كبيرا في السعودية وصولا الى العالم .
وكذلك مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله العالمي للحوار بين الاديان والثقافات في فيينا بالنمسا تأسس عام ٢٠١٢م وذلك لتعزير وتفعيل دور الأفراد والمؤسسات والقيادات الدينية في بناء السلام والتعايش السلمي تحت مظلة المواطنة المشتركة .
وفي الخطاب الديني قام معالي وزير الشؤون الاسلامية الدكتور الشيخ عبداللطيف بن عبد العزبز ال الشيخ حفظه الله بتنقية أجواء التطرف والارهاب ببرامج متنوعة لتقريب الوزارة الى نظيراتها في العالم ، اضافة الى توحيد موضوع خطبة الجمعة في جميع مدن وقرى المملكة.
وتغيير المناهج التعليمية التي كانت تبعث الكراهية للغير واستبدالها بمناهج تدعو الى التسامح والاعتدال كان سببا للقضاء على الإرهاب .
ومحاربة التطرف والارهاب في المملكة نالت قبولا عالميا وذلك لانضمام معظم الدول الإسلامية الى التحالف العسكري ضد الإرهاب والذي دعت اليه المملكة ،
وفي مجال مكافحة الارهاب والتطرف ونشر الوسطية والاعتدال أثناء عملي في اليونسكو سفيرة جزرالقمر. فيها بعد احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ التي هزت العام باسره وتم تشويه الاسلا م مع انه بريئ ، قدم السفير السعودي لدى اليونسكو مبادرة إنشاء مجلس عالمي لمكافحة التطرف والارهاب فكنت أول سفيرة أقوم بدعم المبادرة انطلاقا من أنني مسلم أدافع عن ديني بالتي هي أحسن ، ثم بالمملكة العربية السعودية التي هي رائدة التضامن الاسلامي .
ودفاعنا عن السعودية ووقوفنا معها لانها تدعو الى الاسلام الوسطي المعتدل المنبثق من المتاب والسنة وليس الإسلام الذي نجده اليوم في الشوارع بلعب به المتطرفون الحمقى .
وأنا أقول ان العالم الإسلامي يجب عليه الوقوف مع المملكة لانها هي من تقف مع المسلمين في السراء والضراء .
و أنا أؤكد لكم انه لولا التدخل السعودي في جزرالقمر بجهودها المتواصلة لدعم المسلمين واكبر دعم فتح سفارتها في العاصمة مروني لكانت جزرالقمر مرتعا لحيوانات نظام الملالي الإيراني
ونظرًا لدور المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والارهاب ونشر الوسطية والاعتدال جعلت في نفسي ان أقوم بتأليف كتاب مبينة فيه دور السعودية في محاربة الارهاب وكيفية نجاحها ليقتدي بها من اراد محاربة الإرهاب ،
وهذا الكتاب سيصدر قريبًا خلال أشهر بإذن الله،
وعنوان الكتاب:
(إقليم جزر القمر ، الإرهاب في قلب المحيط الهندي)
إدارة الحوار الدكتور/ أحمد حساني باحث في الشؤون الإقليمية والدولية.