غزة – تحقيق – رامي فرج الله –
ماتزال حركة حماس تتوهم بعودتها حكم غزة من جديد، و تعيق اي اتفاق لرأب الصدع، و إنهاء الانقسام.
كشف قيادي حمساوي بارز في غزة، رفض ذكر اسمه خوفا من استهدافه أن حركته أعدت خطة لليوم التالي بعد الحرب، و أنها تتماشى مع أي جهود مصرية فقط حتى لا تلام، و تتحمل مسؤولية إفشال أي جهود لتحقيق المصالحة ، و إنهاء الانقسام، لافتا إلى أنه فعليا لا توجد نية صادقة لدى حركته في تسليم غزة للسلطة الفلسطينية.
و أكد هذا القيادي أن حركته أرسلت تعميمات و رسائل داخلية إلى من تبقى من عناصرها مفادها أن يحافظوا على أنفسهم، و التخفي بين النازحين، مضيفا أن التعميمات بينت لهم أنهم هم من سيقودون مرحلة ما بعد الحرب، بعيدا عن السلطة الفلسطينية.
و شدد أن رسائل الحركة لهم تمنعهم من التعرض للاحتلال الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال، حفاظا على أنفسهم، و استعدادا لليوم الثاني، منوها إلى سيطرة هذه العناصر على أمن غزة، و معبر رفح عندما تضع الحرب أوزارها.
و أماط اللثام عن أن الحركة تجهز نفسها للاستيلاء على مراكز المساعدات الإنسانية، و القيام بتوزيعها، مبينا أن حركته تذر الرماد في عيون السلطة الفلسطينية ، و مصر العروبة، لكي تحافظ على ما تبقى منها في قطاع غزة، و تخفيفا من الضغوطات عليها بتسليم القطاع للسلطة، منتهجة أسلوب المراوغة بأنها مع التوافق مع حركة فتح.
و حول لجنة إدارية تتشكل في غزة، و تقوم بمهام العمل الحكومي، أوضح القيادي الحمساوي أن حماس منذ اتفاق الشاطئ و هي تشكل حكومة ظل لإدارة غزة بعيدا عن السلطة، كاشفا النقاب عن أن تشكيل لجنة إدارية تدير القطاع في اليوم التالي للحرب، و تقوم بمهام العمل الحكومي يعتبر تهميشا لحكومة د.محمد مصطفى المعترف بها، و المقبولة دوليا، واصفا اللجنة الإدارية ب”حكومة ظل”.
و ردا على سؤال، من يعيق ملف المصالحة، أكد أن حماس لا تريد مشاركة فتح في أي شئ، و أنها تعيق المصالحة، لافتا إلى أن حركته تضع العصي في دواليب عجلة المصالحة ، و إنهاء الانقسام، و توحيد شطري الوطن.
و بخصوص قول القيادي خليل الحية أن حركته خطت خطوات كبيرة في طريق التوافق بالقاهرة، أكد القيادي الحمساوي خلال اتصال هاتفي أجريناه معه:” هذا هو أسلوب المراوغة”، ملمحا إلى أن خليل الحية أدرك أن كل شئ سحب من تحت أقدامها في غزة، و انتهى حكمها للأبد، فأراد من خلال خطابه أن يظهر إحراز تقدم كبير في طريق التوافق، مشددا على أن الغزيين لا يريدون أي حكم لحماس في غزة بطريقة أو بأخرى، موضحا أنه سمع في مجالس كثيرة من الشباب أنهم ينتظرون فتح معبر رفح، لمغادرة غزة في حال أصرت حركته على بقائها بحكم القطاع، داعيا قيادات حماس بالخارج إلى الاستماع إلى آراء الغزيين الرافضة لحكم حماس.
و ردا على عرض حركته الاتفاق على إدارة الشرطة في القطاع بقيادة شخصية وطنية بتنسيق كامل مع السلطة و مصر، كشف القيادي أن حركته متمسكة بالأمن، و الاقتصاد، مبينا أن تمسك حماس بالأمن نابع من خشيتها من شيئين: مما سيحدث لها من النازحين بعدما تضع الحرب أوزارها، و من السلطة الفلسطينية بإعادة زجهم بالسجون، مؤكدا أهمية تمسكها بالاقتصاد و معبر رفح لترميم الحركة نفسها من جديد ، بإعادة منابع التمويل، ملمحا أن ما تريده حماس الآن يؤكد عرض الإخوان المسلمين على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في إدارة مصر بعد ثورة ٢٢ يوليو.
و بخصوص معبر رفح، أردف قائلا:” السلطة الفلسطينية هي المكلفة بإدارة معبر رفح حسب اتفاق 2005، و حماس ليست جزءا من السلطة ولا حكومتها المقبولة دوليا، مشيرا إلى ” حكومة مصطفى”، ملفتا إلى أن حركته تريد أن تدير هي المعبر كمفصل من مفاصل إدخال الأموال التي تؤهل الحركة لترميم نفسها للعودة بقوة أكثر على الساحة الفلسطينية.