معارك وهمية والضحية هي الأمة العربية!

كتب أحمد حساني

‏الصراع الإيراني الإسرائيلي في المنطقة يشبه إلى حد بعيد الصراع الفرنسي البريطاني في القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين على السيطرة على المستعمرات وبسط النفوذ.
‏نظريا هم أعداء، عمليا ليسوا أعداء ولا حلفاء هم فقط-يتنافسون- على السيطرة على المنطقة العربية، ومنذ أن صدَّرت فرنسا الخميني لإيران بدأ تنفيذ مخطط تدمير العرب على يد الصفاينة، تحت مسمي الاستعمار البديل!
‏وكما تعلمون قامت الدولة الصهيونية بتدمير المفاعل النووي العراقي بعد أن فشلت في ذلك إيران، فقد حاولت طهران مرتين وفشلت، مما استدعاها للإستعانة بصديقها القديم إسرائيل، برغم أنه لم يكن العراق بحالة حرب وقتها مع إسرائيل؛ بل مع نظام الخميني، إسرائيل لا تخشى مفاعل طهران لأنها تعلم أنه موجه ضد العرب!

تلك الحروب الوهمية والعداء الظاهري والاتحاد الخفي، تقوده مسرحيات هزلية من تمثيل إيراني وإسرائيلي وبإخراج أمريكي علي وقع الانتخابات الرئاسية بعد عشرة أيام، فأمريكا هي مصممة أزياء الحروب في الشرق الأوسط، وها هو قد حدث بالفعل في إيران، فإلي قرءاة جديدة في حدود العلم فإن الرد الاسرائيلي جري في حدود ما تسمح به السياسة الباطنية!

تنظم الولايات المتحدة الأمريكية تبادل الضربات بين الملاكمين -الإسرائيلي والإيراني- وبما يحول دون إندلاع حريق كبير لا يمكن السيطرة عليه، وهذا يصب في صالح القوي الثلاثة المتصارعة علي ركام المنطقة!

ضربة خفض تصعيد، رمزية تسجّل في الدفاتر وغير ردعية، بمعنى أن الغرض منها ليس إعادة الميزان إلى حالة التعادل، لكن لماذا؟ ‏إسرائيل كيان جبان ومجرم وحاقد على العرب وكل حروبه ضد مدنيين وأطفال فلسطينيين ولبنانيين، الولايات المتحدة تستطيع أن تملي إرادتها على اسرائيل وهذا ما فعلته عندما تعلق الامر بمهاجمة إيران، لكنها داعمة وموافقة على إبادة المدنيين بغزة ولبنان ، إيران باقية بنظامها كما هو تملأ فراغا تركته الأنظمة العربية المستقيلة من دورها.

‏الهجوم الإسرائيلي على إيران، نفس الهجوم الإيراني على إسرائيل، هجوم محدود بعيدا عن المنشئات الحساسة ومفاعلات النووي، نعم هناك خلاف ظاهري بين إيران و إسرائيل، ولكن هذا الخلاف ليس خلافا وجوديا ولن يكون هناك حرب شاملة مباشرة فيما بينهم، وكان هذا واضح من مستوى الإسناد الإيراني وسلامة المنشئات الإسرائيلية في الإيرانية.
-فهل يمكن القول أن الإدارة الأمريكية أنقذت المنشآت النووية والنفطية والمدنية داخل طهران من الضربات الإسرائيلية الواسعة، وماذا يمكن أن تقدم إيران في المقابل؟!
-تحاول إيران دخول الحرب بالوكالة عبر حلفائها في المنطقة حتي يبقي الصراع خارج حدودها، لكن ما اقترفته طهران وما زالت تقارفه في أوطان عربية تعيث فيها ميليشياتها قتلا وتخريبا وتدميرا في إطار تصدير ثورتها الطائفية المغلفة بالمذهبية هو منتهي الخطر علي وجود العرب وحدودهم!
-‏العقيدة السياسية للنظام الإيراني منذ تأسيسه، هو أن خلافه الوجودي هو مع الدول العربية لا إسرائيل، وإذا لم يتبقى عند نظام الملالي شيء يخسره، ويرى بعينه انهيار نظامه، فسيكون للدول العربية النصيب الأكبر من الصواريخ والمسيرات، فالإيراني مستعد لقبول انهيار أدواته الواحدة تلو الأخرى ولا مشكلة عنده أن يرى تقدم إسرائيلي على كافة الجبهات، ولن يتقبل أبدًا انهيار نظامة أمام عينه وبقاء الدول العربية بجانبه تتنفس!
-‏لا أحد بحاجة إلى الطبول لصناعة الوهم ، لا طبول لإيران ولا طبول لإسرائيل ولا ابتعاد كلي عن قراءة الواقع بعيدا عن أن مايحدث مجرد مسرحيات لا أكثر .!
-‏الشاشات بحاجة إلى محللين محايدين يقرأون الواقع ولا غير الواقع.

بقلم| الدكتور/ أحمد حساني باحث في الشؤون الإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى