شهدت مباراة كرة القدم بين فريقي شباب الزمالك وسموحة في بطولة كأس 2005 في مصر واقعة غير مألوفة في تاريخ اللعبة.
وانتهت المباراة بموقف نادر أثار جدلا كبيرا على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وتسبب في أزمة داخل الملعب وخارجه، حيث أجريت المباراة بين الفريقين ضمن منافسات بطولة الكأس 2005، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، مما أدى إلى لجوء الفريقين إلى ركلات الترجيح لحسم المتأهل إلى المرحلة التالية.
مع بداية تنفيذ ركلات الترجيح، لم يتوقع أحد ماذا ستحدث، كان الفريقان متكافئين في الأداء، وتناوب اللاعبون على تسديد الركلات بهدوء وتركيز، واستمر هذا التنافس حتى ركلة الجزاء رقم 25 لكل فريق، حيث كان التعادل هو سيد الموقف ولم يتمكن أي من الفريقين من التفوق على الآخر.
بدأ الظلام يخيم على الملعب، مع استمرار تنفيذ الركلات، حتى غابت الإنارة الكافية، وأصبحت الرؤية شبه مستحيلة، مما جعل استكمال الركلات مستحيلا في هذه الظروف.
وجد الحكم نفسه في موقف محرج، واتخذ القرار بإيقاف المباراة مؤقتا، مؤكدا أن الأمر أصبح خارج سيطرته وأنه يجب الرجوع إلى اتحاد الكرة لاتخاذ القرار النهائي بشأن كيفية استكمال المباراة.
قرر اتحاد الكرة أن الحل الأمثل هو نقل المباراة إلى ملعب آخر يتمتع بإنارة ليلية كافية لاستكمال ركلات الترجيح، تم نقل الفريقين إلى الملعب الجديد في اليوم التالي، حيث استكملت المباراة بركلات الترجيح التي استمرت في أجواء مليئة بالتوتر والإثارة.
في نهاية المطاف، استطاع فريق سموحة الفوز على الزمالك بنتيجة مثيرة بلغت 38- 37 بعد ماراثون طويل من ركلات الترجيح، هذا الانتصار جاء بعد تنفيذ عدد غير مسبوق من الركلات، مما جعل المباراة تدخل في سجلات التاريخ كواحدة من أطول مباريات ركلات الترجيح على مستوى كرة القدم في هذه الفئة العمرية.
أثارت المباراة ردود أفعال كبيرة من جانب اللاعبين والجماهير وحتى المسؤولين الرياضيين، وبعض اللاعبين وصفوا التجربة بأنها كانت “مرهقة للغاية” و”مليئة بالتوتر”، فيما أشاد آخرون بروح المنافسة العالية التي ظهرت من كلا الفريقين رغم الصعوبات التي واجهتهم.
بهذا الموقف الغريب، ستظل مباراة الزمالك وسموحة في كأس 2005 عالقة في أذهان الجماهير والمتابعين، ليس فقط بسبب نتيجة المباراة، بل أيضا بسبب الطريقة التي انتهت بها والتي أظهرت جانبًا غير معتاد في عالم كرة القدم، وقرار من اتحاد الكرة بنقل المباراة إلى ملعب مضاء واستكمالها ساهم في إنهاء الأزمة، ليتمكن فريق سموحة من حسم التأهل بعد واحدة من أطول مباريات ركلات الترجيح في تاريخ البطولة.