روما- رفعت النجار
قال وزير داخلية ايطاليا بيانتيدوسي إن مسار الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط يزيد من خطر اعتناق بعض الأفراد لأيديولوجيات عنيفة ومتطرفة….
تصدرت تلك المقولة سيناريوهات الأزمات الدولية مع خطر زيادة العنف الذي تغذيه ظاهرة التطرف والأمن السيبراني، أعمال اليوم الأول لاجتماع وزراء داخلية مجموعة السبع، في ميرابيلا إيكلانو بمقاطعة أفيلينو، برئاسة وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي.
وأظهرت المناقشات تقارب كامل حول ضرورة تعزيز الاستراتيجية المشتركة لمنع أعمال العنف المحتملة، على خلفية الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، مع تسليط الضوء على المعلومات لاعتراض التهديدات الأمنية المحتملة مبكرا، بما في ذلك التهديدات عبر الإنترنت المرتبطة بعمليات التطرف والمعلومات المضللة.
وشارك في الاجتماعات البلدان الصناعية السبع الكبرى وهي كندا وفرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة و إيطاليا، بالإضافة إلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس ومفوض الشؤون الداخلية، إيلفا جوهانسون، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية مثل منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول).
وقدم وزير الداخلية الأوكراني، إيهور كليمينكو، لمحة عامة عن الوضع في بلاده والتدابير المتخذة للحد من مخاطر أن يؤدي الصراع لتدخل الجماعات الإجرامية في الاتجار غير المشروع.
وقال بيانتيدوسي في كلمته الافتتاحية، إن مسارح الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط تساهم في توليد الاستقطاب داخل مجتمعاتنا، مما يزيد من خطر اعتناق بعض الأفراد لأيديولوجيات عنيفة ومتطرفة، تصل إلى ارتكاب أعمال إرهابية.
وشدد على ضرورة تحسين القدرة على منع هذه التهديدات والرد عليها بفعالية، داعياً مجموعة السبع إلى التصدي للتهديدات العديدة التي يتعرض لها نظام القيم الديمقراطية، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
وتابع الوزير: نحن مسؤولون عن ضمان سلامة مواطنينا، وهو شرط أساسي للتنمية الكاملة للحقوق الفردية والاجتماعية.
وأكد على القدرة على تبادل أفضل الاستراتيجيات لجعل العمل أكثر فعالية في مواجهة هذه التحديات المشتركة، ووضع أنفسنا كنقطة مرجعية في المجتمع الدولي.
كما تمت مناقشة مسألة الأمن بشكل خاص في سياق عالم الإنترنت، سواء من وجهة نظر الظواهر الإجرامية الموجودة على الويب أو من منظور حماية المستخدم، وخاصة الأكثر عرضة للخطر.
بالإضافة لذلك، تم التطرق إلى الحدود الجديدة للتحقيقات المالية لمكافحة الاستخدام غير المشروع للعملات المشفرة، والتي تفتخر فيها إيطاليا بالخبرة المتطورة، بحسب وزير الداخلية الإيطالي.
من جهته، شدد شيناس على ضرورة تعزيز التشريعات المتعلقة بالأمن السيبراني، مضيفا: سنواصل التعاون في تبادل المعلومات بين شركاء مجموعة السبع للتأكد من أن الإنترنت مكان يتم فيه احترام القواعد.
فيما خصصت المرحلة الأخيرة من المناقشات لمنع ومكافحة انتشار المخدرات الاصطناعية، ولا سيما الفنتانيل.
وشدد بيانتيدوسي على أهمية العمل “لمنع تعاطي هذه المواد من الاستمرار في حصد الضحايا”.
و تضمن جدول الأعمال عشاء عمل ركز على تحليل المخاطر والفرص في مختلف مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي، بمشاركة روبرتو فيولا، المدير العام للسياسات الرقمية في المفوضية الأوروبية، و لنائبة رئيس مؤسسة Open AI آنا ماكانجو.
ويختتم الاجتماع الوزاري بمؤتمر صحفي ختامي لبيانتيدوسي، بعد جلسة مخصصة لقضية الهجرة ستشهد حضور وفود من ليبيا والجزائر وتونس، فضلاً عن ممثلين عن المنظمة الدولية للهجرة ومفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وستتطرق النقاشات إلى الجريمة الدولية المتمثلة في الاتجار بالمهاجرين، مع التركيز الجغرافي على غرب أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، فيما أوضح بيانتيدوسي أن وزراء داخلية مجموعة السبع وممثلي الاتحاد الأوروبي سيركزون على اعتماد خطة عمل لمكافحة التهريب.
وحول مسألة الهجرة غير الشرعية، قال شيناس، إن الاتحاد الأوروبي متشجع بالنتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط.