هل إيران مجبرة على الرد؟

 

كتب الصحفي رامي فرج الله
مراسل البلاغ
مدير مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية
عضو اللجنة الإعلامية بالأمم المتحدة

ردت إيران على اغتيال هنية، و نصر الله، بإطلاق ما يقرب ٤٠٠ صاروخ باليستي فرق صوتي على إسرائيل، لم ينجم عن هذا الرد أي إصابات أو قتلى في صفوف الاحتلال الإسرائيلي.

و يبدو أن هذه الصواريخ مفرقعات صوتية لا تنجم عنها أضرار بليغة، لكن على كل حال إيران ردت في نهاية المطاف.

ثمة تساؤلات تطرح نفسها بقوة، هل الرد الإيراني متفق عليه؟، و لماذا في هذا التوقيت بالذات؟.

إن الرد الإيراني ينظر إليه من ناحية التوقيت، و قوته، فهذا الرد لم يرتق إلى المستوى المطلوب، و لم يكن بحجم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بلبنان، و غزة.

أمريكا أبلغت الاحتلال بأن الرد الإيراني قادم لا محالة، و بالتالي لم يكن مفاجئا له، لدرجة أن الصواريخ الإيرانية وقعت في مناطق مفتوحة، و مواقع عسكرية، و لم يبلغ عن إصابات أو قتلى في الإسرائيليين، مما يثير شكوكا حول نوعية الرد الإيراني.

الرد جاء بعد أن أنهك الجيش الإسرائيلي قوة حماس العسكرية بغزة بعد مضي سنة من الحرب الضروس، وبعد أن أضعف الاحتلال قدرات حزب الله ،فإيران لم تشارك بالحرب منذ بداياته.

الجمهورية الإيرانية مجبرة على الرد على ما اعتبرته انتهاك لسيادتها، عقب اغتيال هنية بطهران، و على اغتيال حسن نصر الله، الموالي لها، فالحرس الثوري مارس ضغوطا من أجل ذلك.

و في تقديري ، أن الرد الإيراني لم يخرج عن قواعد اااشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي ، الذي جاء عكس ما كان يتوقعه العالم، و ربما أبلغت أميركا بنوعية الرد، و تحذير الاحتلال، حتى لا تخسر إيران اتفاقها النووي، فبم يفسر جلوس الإيرانيين مع الأمريكان المرتقب لإنهاء الملف النووي ورفع الحصار الاقتصادي عنها؟.

إن توقيت الرد يعني في حقيقة الأمر، دفع الاحتلال بزيادة جرائمه بغزة، لاسيما أن الحرب قاربت على العام، و هذا يجعل الإسرائيليون لا ينسون ٧ أكتوبر عام ٢٠٢٣، فقد قال نتانياهو في البدايات:” سأجعل السابع من أكتوبر ذكرى خالدة في عقول الغزيين”.

نهاية قولي:” الرد الإيراني متفق عليه، و ليست مجبرة عليه، طالما أنها تسعى للجلوس مع الأمريكان، و ما دفعها للرد هو حفظ ماء الوجه فقط”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى