اغتيال هنية.. ما وراؤه؟

 

كتب الصحفي رامي فرج الله

مراسل البلاغ

مدير مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية بدولة فلسطين

 

إسرائيل اغتالت إسماعيل هنية.. قيادة حماس بالخارج درست تولي خالد مشعل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة..خلافات حادة بين قيادات الحركة بالخارج و الداخل.

 

نجحت إسرائيل بإزاحة إسماعيل هنية عن المشهد برمته، ليفضي إلى ما قدم، كما تولى خالد مشعل مكان هنية ، رئيسا مؤقتا للمكتب السياسي لحماس، وفق سيناريو رسمه الاحتلال مسبقا، لكنه كان ينتظر التوقيت المناسب، و جاءت الفرصة و هو اغتياله في قلب العاصمة الإيرانية ، و بمبنى للحرس الثوري.

 

إن الهدف من اغتيال هنية هو قطع التمويل الإيراني لحماس، كما أن إسرائيل تدرك جيدا من يملك المال يملك القرار، و إيران التي تمول حماس هي من تملك القرار، لذلك، كانت حماس مرتهنة لأجندات الجمهورية الإيرانية، حيث دب خلاف في أوساط الحركة بعد خروج مشعل من سوريا، و إغلاق مكتبه بدمشق، و عدم التعامل مع إيران سعيا منه أي خالد مشعل، عدم ارتهان حماس لأي أجندات خارجية تعكس سلبا على القضية الفلسطينية، و التعرض لأي ابتزاز سياسي ، من شأنه أن يسيئ للقضية المركزية.

 

و هنا، قال د. محمود الزهار: ( لابد من العودة إلى إيران )، إلى أن تم إزاحة مشعل من المشهد السياسي، في انتخابات ٢٠١٦ للحركة بأمر من إيران لعودة العلاقات الإيرانية الحمساوية إلى سابق عهدها.

 

و اليوم، بعد الإجماع على تولي خالد مشعل رئاسة المكتب السياسي للحركة، ستجد إيران صعوبة في التعامل معه، لأنه رجل لا يريد أن يرتهن قرار حماس بقرار خارجي، بل يريد أن يكون القرار فلسطينيا حمساويا مستقلا، كما أنه يريد إنهاء الانقسام، وطي صفحته للأبد، و يفقه المعادلة بأن إيران لا تريد قيام دولة فلسطينية على حدود ٦٧، ليظل الصراع مشتعلا لخدمة إيران .

 

” هناك خلافات حادة بين قيادات حماس بالخارج و الداخل، يعصف بها، و بكتائب القسام، بين مؤيد لاستمرار العلاقات بين الحركة و إيران ، كذراع عسكري لها في فلسطين، و تمويل جناحها العسكري ماليا، و معارض للحفاظ على كينونة الحركة و قرارها المستقل، كما كان في عهد د. عبد العزيز الرنتيسي”.

 

إننا سنشهد في المرحلة المقبلة انشقاقات داخل حماس، و جناحها العسكري، يسجل لنتانياهو ضمن خطة وضعت بإحكام لتفكيك قدرات الحركة العسكرية على المدى البعيد، لتحقيق هدف إسرائيل الأسمى و هو ( نزع سلاح حماس ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى