تصويت أوربي على ماذا.. وما أهميته؟

روما- رفعت النجار
ما الذي يصوت عليه الاوربيون على مدى اربعة ايام تختتم يوم الاحد؟
إنهم يصوتون في انتخابات البرلمان الأوروبي، حيث يتوجه أكثر من 350 مليون مواطن من 27 دولة أوربية للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع لانتخاب النواب الـ 720، الذين سيجلسون في البرلمان الأوروبي الجديد على مدى السنوات الخمس المقبلة. والمهمة صعبة وجوهرية في حياة المواطنين الأوربيين، إذ يلعب البرلمان الأوروبي، وهو السلطة التشريعية للاتحاد الأوروبي وإحدى المؤسسات الرئيسية الثلاث للكتلة الأوربية الموحدة. إذ يلعب جنباً إلى جنب مع المفوضية الأوربية والمجلس الأوروبي دوراً مهماً في الموافقة على التشريعات أو رفضها، والإشراف على ميزانية السبع سنوات التالية في كل دورة وتأكيدها.
لكن قبل كل شيء، فهو مدعو للموافقة على القيادة الأوروبية المقبلة، المسؤولة عن الاتجاه السياسي للكتلة، بما في ذلك الرئاسة التي تسعى حاليا أورسولا فون دير لاين، إلى الحصول على ولاية ثانية لها.
وتتكون الطاحونة الرئيسية للبرلمان الأوربي من سبع مجموعات رئيسية، تتراوح من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. والمجموعتان المهيمنتان هما حزب الشعب الأوروبي المحافظ الذي ينتمي إلى يمين الوسط (EPP) والتحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين (S&D) الذي ينتمي إلى يسار الوسط.
وقد شكل حزب الشعب الأوروبي ومجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين اليساريين أغلبية في التحالف البرلماني لعقود من الزمن. ومع ذلك، تتوقع استطلاعات الرأي الحالية تقدم أحزاب اليمين واليمين المتطرف مع عواقب وخيمة على التوجهات والخيارات الأوربية في السنوات الخمس المقبلة: إذ تتجه الأنظار حاليًا إلى حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين (ECR) والتجمع الشعبوي “الهوية والهوية”. الديمقراطية. وأمام البرلمان الأوربي القادم معضلات ومشكلات حياتية ينتظر الأوربيون حلها بفارغ الصبر، كتزايد الفقر والبطالة وانتشار المهاجرين غير الشرعيين وتبعات تواجدهم من جرائم وسرقات واغتصاب وأضرار بالأمن العام والأمن الاجتماعي، ومصائب حرب أوكرانيا مع روسيا التي استنزفت موارد دول الاتحاد الاوربي واسلحته وأمواله، فزادت الاسعار وتهددت الامكانات الاستراتيجية في الغاز والطاقة، وكل تلك المشكلات تؤثر سلبا على دول التحاد الاوربي، وتقلق مضاجع المواطنين الأوربيين، ونحن من حولهم، لتأثرنا بهم وتأثرهم بنا.