يشكل الأطفال في قطاع غزة ما يُقارب نصف السكان البالغ عددهم أكثر من مليونَيْ فرد، لا يُستثنى هؤلاء الأطفال من الحرب والعدوان الذي يشهده القطاع، وهم إن أخطأتهم الغارات، فلا يمكن أن يفروا من مواجهة مباشرة مع الدمار والموت والرعب الذي يُفضي إلى آثار نفسية ليسَ سهلًا التعافي منها.
مع استمرار الحرب في غزة، فقد أطفال القطاع وبشكل مُفاجئ كُل سبل الترفيه واللعب والترويح عن النفس التي كانت صبغة الحياة وسجيتها، وبمعدات قليلة يوفرها الأهالي بشق الأنفس لإبعاد أطفالهم عن جو الحرب فقد تسللت بلا وعي إلى حياة الأطفال بكُل تفاصيلها، من لعب الغميضة والاختفاء من الرفاق، إلى مُحاولات الاختباء الحقيقي من الموت، وحديثهم الذي تحول من نكات وضحكات إلى أمنيات بالنجاة ومآسٍ كمآسي الكبار، ومن الرسومات التي كانت تشرق منها الشَمس وفيها وجهة البحر إلى رسومات يُسيطر عليها الموت والخوف.