كيف يمكن لمرضى القلب أن يتموا صيامهم، من دون تعب أو إرهاق؟ وكيف لهم تنظيم توقيت مواعيد الأدوية، بحيث لا تؤثر على صحتهم أو يتعرضوا لمضاعفات خطيرة؟
*مرضى القلب الذين يحتاجون لعمل القسطرة يتوجب عليهم الإفطارفى يوم عملها فقط كما إتفق عليه جمهور العلماء أنه طالما يتم إدخال علاج بالوريد أثناء القسطرة فإنها تفطر.
*كما إنه يمكن للغالبية العظمى من مرضى القلب والشرايين والضغط، صيام شهر رمضان المبارك كاملاً، وإستغلال أيامه لتحسين صحتهم العامة وصحة القلب وإنتظام الضغط، وإن قلة من مرضى القلب ينصحون بعدم الصيام، وذلك بعد إستشارة الطبيب المعالج، لأن كل مريض له خصوصية حسب حالته، لكن أيضاً من الأطباء من ينصح بعدم الصيام لمرضى القلب، وخاصة المرضى الذين يشكون من ذبحة صدرية متكررة، تتطلب استخدام أدوية عديدة في ساعات متقاربة، والمريض ذا القلب المتضخم (هبوط وضعف عضلة القلب)، الذي يشكو من ضيق نفس شديد، وإعياء واضح وتجمع سوائل في الرئتين والأطراف السفلى، والمريض الذي لا يستقر عنده الضغط رغم تناوله أدوية عديدة.
فوائد الصيام
*إن المرضى القادرين على صيام شهر رمضان، هم مرضى القلب الذين يراجعون أطباءهم دورياً، ويخضعون للعلاج بالإشراف الطبي، والذين إستقرت حالتهم الصحية لأشهر عدة، كمرضى الشرايين وضعف عضلة القلب، ومرضى الضغط، هؤلاء قادرون على الصيام مع الإستمرار بمراقبة حالتهم العامة، وقياس الضغط بشكل يومي، وإذا اتضح لكل منهم القدرة على الصيام والشعور بالراحة يوماً بعد يوم، ذلك يعني أن الصيام بالنسبة لهم، سيكون إن شاء الله خالياً من المتاعب، ولكن انصح بضرورة أن يراجع كل مريض قلب، عانى من مضاعفات بعد الصيام طبيبه الذي يعالجه، وإن كنت قد تابعت حالات كثيرة من الذين أجروا عمليات قسطرة، وكان الصيام لهم مفيداً وصحياً، وخاصة الذين إستمروا بممارسة رياضة المشي ليلاً، في الفترة التي ما بين الفطور والسحور.
برنامج الدواء
ويجب على مرضى القلب الإستفسار من أطبائهم عن جرعات الدواء، ومواعيد تناولها خلال أيام شهر رمضان، خاصة وأن رمضان يتصف بطول ساعات الصيام في أيامه، وإرتفاع حرارة الجو في نهاره، الأمر الذي يؤثر على فقدان السوائل بشكل ملحوظ، خاصة لمن يتعرض من المرضى للشمس، وهذا يعني أن جرعات الأدوية المدرة للبول، والمخفضة للضغط، قد تكون بحاجة إلى تعديل كما أنه من الضروري عدم تأخير الأدوية الصباحية، إلى ساعات الإفطار في المغرب وإنما الحرص على تناولها ساعة السحور.
وإن الصيام بحد ذاته فيه من الفوائد الكثيرة، مما يتعلق بصحة القلب والشرايين والضغط، من حيث تقليل الوزن، الذي يحققه غالبية المرضى، وتقليل كميات الطعام المشبع بالدهون واللحوم، الذي يجب أن يلتزم به المريض، كلها عوامل تساعد على تخفيض العبء على القلب المتضخم، والسيطرة الملحوظة على الضغط والكوليسترول والدهون الثلاثية، وأن إنقاص الوزن بقدر كيلوغرامات قليلة، يصاحبه تحسن في وظائف القلب، والإسلام دين يسر ورحمة، وعلى المريض الذي لا تسمح له حالته المرضية بالصيام علية ألا يصوم.
نصائح لمرضى القلب
مرضى النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو متلازمة القصور الشرياني الحاد، لا ينصح لهم بالصيام، ومرضى الذبحة الصدرية المستقرة، يمكن أن يصوموا، ولكن من المهم تغيير الأدوية إلى الطويلة المفعول، وتغيير وقت أخذ الدواء إلى وقت الإفطار أو السحور، ومرضى قصور أو فشل القلب، يمكن أن يصوموا إذا كانت حالتهم مستقرة، من المهم إحداث توازن بين تجنب الجفاف أثناء الصوم والزيادة في أخذ السوائل.
حيث إن الحالة قد تتدهور إلى قصور حاد في القلب، ومن المهم أيضاً ضبط جرعة الدواء المدر للبول أثناء رمضان لتجنب الجفاف، مرضى قصور القلب الشديد لا ينصح لهم بالصيام وبالأخص إذا كانوا يحتاجون إلى جرعات عالية من الدواء المدر للبول، ومرضى صمام القلب يمكن أن يصوموا إذا كانت حالتهم مستقرة ولا يعانون من قصور القلب، ومرضى التهاب صمام القلب الحاد، لا ينصح لهم بالصوم، حيث إن حالتهم عادة ما تكون غير مستقرة، وتكون هناك حاجة لأخذ المضادات الحيوية.
أ.د./ إسلام شحاته
أستاذ م. القلب والأوعية الدموية بجامعة الزقازيق
زمالة جامعة يونسيه لقسطرة القلب (كوريا الجنوبية