رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
عبدالمجيد الشوادفي
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد شاهين
نائب رئيس مجلس الادارة
سيد عبدالعال

أخبار عاجلة

مليون اسرائيلي يهجرون ( أرض الميعاد)

LinkedIn
Twitter
Facebook

في أحد التقارير على جريدة هارتس يتناول مسألة مغادرة المستوطنين للكيان كان هناك اقتباس لأحد الأسر التي غادرت في أول طائرة:

“هربنا لقبرص مباشرة بعد أول صافرة إنذار يوم السبت. نحن عائلة من أبوين وأربعة أطفال. حدسي أخبرني أن هذه ليست فقط جولة أخرى، وأعصابي كانت متوترة طوال عشرة أشهر من هذه البلد التي فقدت عقلها. اشترينا التذاكر في الخامسة صباحًا، وفي العاشرة كنا في بافوس (قبرص).”

كان هذا التقرير بعد أقل من عشرة أيام من بداية الأحداث، لكن التفكير في مغادرة البلاد كان هو خيار 28% ممن شاركوا ف استطلاع رأي قبلها بشهور نشرته جريدة the time of Israel على خلفية أزمة تغول الحكومة على السلطات القضائية وشعورهم أن هذه صافرة إنذار تعني أن هذا الكيان لم يعد الاختيار الأنسب وهو ما أطلق حملة “لنغادر معًا” على وسائل التواصل الإجتماعي. خمسة أشهر لاحقة وبدأت صافرات الإنذار الحقيقة.

قبل أن أقرأ التقريرين كنت أحب صوت صافرات الإنذار، أستيقظ كل يوم وأول ما أفعله هو التأكد من أنها دوت بغض النظر عن حجم الخسائر التي تسببت فيها، والتي هي قليلة بالمناسبة، لكنها – كما هي فعلًا في الحقيقة – علامة أن الخطر قائم ومستمر، وأن الرد حتى لو كان ضعيفًا مقارنة بماكينة القتل المقابلة إلا أنه موجود، وكان هذا كافيًا لتصبح الأرض الموعودة، واحة الديمقراطية في المنطقة مكانًا غير آمن للعيش وهو ما سيدفع الكثيرين للمغادرة لأنهم يسمعون صوت صافرات الإنذار في الحقيقة لا في الخيال.

رب الأسرة الذي غادر مع زوجته وأطفاله لم يكن وحده، وفقًا للتقديرات هناك 370 ألف غادرو الكيان في الأسابيع الأولى مقدمين طلبات هجرة دائمة لبلاد مثل قبرص والبرتغال أو العودة لأصولهم حيث يحمل كل المستوطنين تقريبًا جوازي سفر أحدهما للكيان والآخر للبلد الأصلي الذي جاؤا منه. غير هذا الرقم هناك تقريبًا 600 ألف مستوطن آخر غادرو بعدها دون هجرة ولم يعودا للآن وهوا ما يجعلنا أمام رقم يقترب من المليون.

لندرك حجم هذه الهجرة هناك معلومة صغيرة ناقصة لتكتمل الصورة، وهي أن عدد المستوطنين في الكيان كله أصلًا هو تسعة مليون وفقًا لآخر إحصاء في العام 2023، ما يعني أننا أمام ما يزيد عن 10% من إجمالي عدد المستوطنين قد غادروا.

الكيان الذي ظلت لعقود نقطة قوته ورأس ماله واستثماره الوحيد هي الهجرة للأرض الموعودة صار الموعودين يغادروه ليعودوا من حيث أتوا. لو لم يكن للمقاومة من أثر غير صوت صافرات الإنذار المستمر لكان هذا كافيًا، الصوت الذي يدوي في كل مكان منذ أكثر من شهرين ليصم الأذان، صوت مزعج يقول أن الخطر موجود، مستمر ولن ينتهي وأنه لا يمكن تجاهله، وأن كل هذا القصف العشوائي وحجم القتل والتدمير لا يوقفه ولن يوقفه وأن علينا أن نجد حلًا آخر، ويبدو أن حل المغادرة يلقى القبول؛ على الأقل بالنسبة لمليون شخص حتى الآن.

LinkedIn
Twitter
Facebook

إترك تعليق