رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
عبدالمجيد الشوادفي
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد شاهين
نائب رئيس مجلس الادارة
سيد عبدالعال

أخبار عاجلة

‎عَلِّمُوا أوْلاَدَكُمْ السِّبَاحَةَ والرِّمَايَةَ ورُكُوبَ ‎الخَيْلِ – المرماح من أشهر الألعاب الشعبية فى الجنوب التى يتوارث فنونها أبناؤه جيلا بعد جيل

LinkedIn
Twitter
Facebook

كتبت/رحاب احمد
المرماح في قنا كما فى أغلب نظيراتها الصعيدية، يخرج الفرسان الممثلون لمختلف القبائل والعائلات على ظهر الخيل قاصدين الساحات الكبيرة التى يتم تخصيصها لإقامة الاحتفال. وهناك يستعرضون مهاراتهم فى ركوب الخيل، على وقع موسيقى المزمار والربابة والطبل الصداح

في صعيد مصر تقترن ذكريات الطفولة بالخيل الذي لا تخلو بيوت الصعيد ومحافظة قنا من الخيل ، يعتبرونه فردًا أساسيًا من العائلة، له ركن خاص في ساحة المنازل، وأيضًا في قلوب كل كبير وصغير، حتى إنه إذا أراد شخص التباهي بنفسه وسط الجلسات اليومية يقول “إحنا اتولدنا على ضهر حصان”.يكبر الأطفال وأمامهم أمنية أساسية: أن يصبحوا فرسانًا كأجدادهم وآبائهم، يتلهفون لتلك اللحظة، خاصة للمشاركة في المرماح.

مع كل مناسبة دينية يُنظم المرماح، وداخل حلقة يتعدد أبناء القبائل من القرى والمحافظات المختلفة، يتحدون على عدة مبادئ، تُنسى الخلافات، ولا يؤخذ في الاعتبار وجود ثأر أو مشكلات بين قبيلة وأخرى. حين يبدأ المرماح تسير رجفة في نفس من يشارك لأول مرة، يستعرض الفارس القديم مهاراته، يمسّ الحماس بلدة بأكملها، تمتلئ الطرقات بوجود الخيول، لا يُسمع سوى الصهيل، وتهليل المشاهدين، يلتصق الغبار الكثيف بالملابس، يغمر الأنوف، ورغم صعوبة ذلك فإن الجميع يستقبله بكل حب؛ إذ يعتبر المرماح بالنسبة لهم “عيدًا” مُنتظَرًا.

حينما يبدأ المرماح يصبح كل فارس وخيله محط الأنظار، ولأجل تلك اللحظة يستعد الفرسان جيدًا، ثمة طقوس يتبعها كل فُرْسَانِ الصَّعِيدِ، سواء لأنفسهم أو لخيولهم، لكن يوم الحدث يصبح الخيل نفسه محط الاهتمام والرعاية.
تبدأ محطات إعداده بالتسبيح، ويُغمر بالمياه قبل موعد الانطلاق بثلاث ساعات تقريبًا حتى يجف جسده قبل المشاركة، لكن الطقس نفسه لا يُقام حينما ينتهي المرماح؛ توجد فلسفة وراء الأمر “فيه تقليد معروف إن الحصان لا يشرب ولا يتسبح بعد المرماح .

كل تفاصيل المرماح له أهمية، لذا لا تُعد “زينة” الحصان مجرد رفاهية. حين ينتهي الفارس من تسبيح الخيل، يعود لمنزله لتحضير “العدة”، والتي تتكون من مقعد يُطلق عليه “عضماية”، ثم تُغطى بعباية مزركشة. في مكان منفصل داخل المنزل يحتفظ الفرسان بالزينة، بينما تستقر في مكانة خاصة بقلوبهم، إذ يحتفظ البعض بزينة أجدادهم والتي ترجع إلى 150 عامًا مضت، فبالنسبة لهم كلما زادت الزينة قِدمًا، عُرف أن الفارس قديم وعتيد.

يدبّ الحماس داخل الفرسان مع اقتراب بدء المرماح، يتحرك القادمون من محافظات بعيدة قبلها بساعات، تصبح عرباتهم “اسطبل” متنقلًا للخيل للحفاظ على طاقته ومجهوده.

يهتم الفرسان بإطلاق أسماء على خيولهم؛ البعض يسميه اقتداءً بالرسول محمد – عليه الصلاة والسلام- في تسمية الخيل مثل “المرتجز وورد”. وخيول أخرى تحصل على اسم يصف حالتها إطلاق اسم أحد أبنائهم أو ملك فرعوني عُرف بالقوة والعظمة.

يستشعر الفرسان حُب الخيول للمرماح؛ إذ ينتظرونه أيضًا، وكما يساور القلق نفس الخيّال، يدبّ التوتر في جسد الخيل حينما يدخل إلى المرماح… أجواء مهيبة تحيط به: غبار كثيف، وأصوات المزمار، وحشد من البشر، لذا يحاول كل فارس التخفيف من رهبته ” لا تهدأ حركة الخيل طيلة ساعة ونصف، وهي مدة إقامة المرماح، ولكل خيل قدرة تحمل “في حصان كل ما يبذل مجهود بيزيد شدّة والعكس”. تبدو أمارات الإرهاق على بعض الخيول سريعًا، فيمتلئ بالعرق، فيما يقل نشاطه داخل الحلقة.

فرسان الصعيد بدون مشاهدين لا نكهة للمرماح ، يتجمّع المتفرجون، يشكلون حلقة دائرية للمرماح ومع بداية الحدث تُصبح الجلبة والضوضاء صديقة لأهل قنا، لا تنزعج السيدات من الأمر بل تحرص على ألا تفوّت مشاهدة هذا الحدث من النوافذ وأمام أبواب المنازل، بينما لا تخلو الحلقة من الفتيات الصغير أيضاً لا يغيب المرماح عن حياة أهل الصعيد.

LinkedIn
Twitter
Facebook

إترك تعليق