هل يستطيع الاحتلال الإسرائيلي القضاء على حماس؟

 

 

تحقيق / رامي فرج الله –

تقدم الاحتلال الإسرائيلي في عمق مدينة غزة بآلياته العسكرية، حيث حاصرت دباباته مستشفى مجمع الشفاء الطبي، و ذلك تمهيدا لدخوله من أجل القضاء على القيادة المركزية لحركة حماس ، و التي يعتقد أن غرفة القيادة لحماس توجد تحت المستشفى، و منها تقود الحركة عملياتها في التصدي لهجمات الاحتلال .

 

اشتداد الاشتباكات

 

هناك محاور تشهد قتالا ضاريا بين المقاومة الفلسطينية و جنود الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتضمن هذه المحاور حول مستشفى الشفاء، و مركز الشوا الثقافي، و قرب مقر المجلس التشريعي .

 

مصدر عسكري إسرائيلي تحدث عبر إعلامه أن قيادة حماس تلقت ضربات قاسية ، و تضررت بشكل أكبر ، لكن بين المقاومين الفلسطينيين ثمة أضرار، مؤكدا أن عددهم يبلغ ٢٠ ألفا مقاتلا فلسطينيا.

 

رغم ما قاله هذا المصدر العسكري الإسرائيلي ، فوضع المقاومين الفلسطينيين قد بدأت تنفد ذخائرهم، لأن المعركة طويلة، و إسرائيل لم تحقق هدفها الرئيسي و هو ” سحق حماس “.

 

 

الاحتلال يستنزف المقاومة:

 

مصدر حمساوي ، رفض الكشف عن هويته، قال في تصريحات خاصة ب” البلاغ” : ” إننا نواجه أعتى جيش في العالم، حيث مازال يواصل عدوانه بحقنا”؛ مضيفا ” هناك مواجهة شرسة من جنود كتائب القسام”.

 

و أوضح المصدر الحمساوي أن المعركة إذا طالت فإن العتاد العسكري و الذخائر سينفد من المقاومين الفلسطينيين، مبينا أن تكثيف الاحتلال هجماته في معاقل الحركة سبب لقيادة حماس بعض الشلل، مضيف أن الاحتلال يمارس سياسة استنزاف قدرات حماس العسكرية.

 

و أضاف المصدر الحمساوي أن الاحتلال اتبع سياسة الأرض المحروقة ، مؤكدا أن هذا ما ساعده على الدخول البري، مؤكدا أن حماس العسكرية لديها قراربعدم التراجع و الاستسلام.

 

 

فوبيا مستقبل حمةس

 

و كشف أن خروج قيادات حمساوية في لبنان تعلن أن الشعب الفلسطيني هو الذي يقرر من يحكم غزة، و آخرون يدعون الرئيس عباس إلى عدم المجي ء إلى غزة على ظهر دبابة ينم عن خوف تلك القيادات الهاربة من المستقبل المجهول، مؤكدا أن حماس تكابر على نفسها بأنها قوية كمن أخذته العزة بالإثم، فيما الاحتلال ” ينفخها و يكبر رأسها” ، على حد وصفه.

 

أما لبنان ، حيث يتواجد حزب الله، فقد صرح حسن نصر الله، الأمين العام، أن الحزب لو ثبت لديه ٥٠% إبادة حماس فسيوسع دائرة الحرب ، و سيفتح الجبهة الشمالية بالأسلحة الثقيلة.

 

و هنا ، بين المصدر الحمساوي عندما سألناه عن إبادة حماس و وضعها العسكري، أن الاحتلال دمر ما يفوق النصف من قدرات حماس العسكرية، مؤكدا أن الاحتلال دمر أنفاقا في شمال قطاع غزة ، و اكتشف أنفاقا في بعض مستشفياتها الطبية، موضحا أن لو لم يكن ذلك لما تضاءل قصف مدنا فلسطينية محتلة عام ٤٨ من صواريخ المقاومة، و حيث أن الدخول البري ضيق مساحة إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه تل أبيب و غيرها، مضيفا:” حماس تحاول إطلاق الصواريخ من جبهة لبنان”.

و كشف المصدر أن الاحتلال طالما وصل وسط مدينة غزة ، فإنه يسعى إلى إسقاطها عبر احتلالها، مشددا على أن الاحتلال عاجلا أم آجلا سيحكم سيطرته على مدينة غزة، مؤكدا ” إذا سقطت مدينة غزة التي تعد المركزية لحماس، سقطت بقية مدن القطاع كحبات العقد”، لافتا إلى أن قيادات حمساوية في ااجنوب تبحث عن مكان آمن للاختباء

استهداف المستشفيات الطبية

من جهته، تحدث يوسف أبو الريش، و كيل وزارة الصحة الفلسطينية بسلطة غزة عن خروج مستشفى الشفاء الطبي عن الخدمة، مشيرا إلى نفاد الوقود، و الأدوية ، و قصف الاحتلال الإسرائيلي للعيادات الخارجية، واستهداف بوابته الأمامية ، وقصف مولد الطاقة.

 

و قال في تصريح خاص لمراسل البلاغ: ” خرجت عن الخدمة تماما أحد عشر مستشفى من مستشفيات قطاع غزة”، موضحا أن هذه المستشفيات هي مستشفى بيت حانون، مستشفيات الأندونيسي، النصر للعيون، الصحة النفسية، الشفاء، القدس، مستشفى الكرامة، مستشفى العودة الطبي، التركي للسرطان، ناصر الطبي، و المستشفى الأردني.

 

و ألمح إلى أن مستشفى شهداء الأقصى ، مجمع ناصر الطبي، مستشفى أبو يوسف النجار، و المستشفى الأوروبي قارب على الخروج عن الخدمة، مشيرا إلى أن هناك مستشفيات خاصة تابعة لحماس تفتقر إلى الأدوية و الوقود، و المعدات بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي.

تعمق الجيش الإسرائيلي بريا

الدبابات الإسرائيلية وصلت وسط مدينة غزة، حيث تحاصر مستشفى الشفاء الطبي، يقال أن تحته غرفة قيادة مركزية لحماس تدير منها الصراع مع العدو الإسرائيلي، بحسب اعتراف أحد عناصر كتائب القسام التي ألقي القبض عليهم في ٧ أكتوبر.

 

يقول المواطن أبو محمد القوقا :” ابنتي مريضة منذ عشرة أيام، و الاحتلال أبلغنا عبر الصليب الأحمر الدولي بإخلائه”، مضيفا :” منعنا حماس من إخلائه”، مؤكدا أن عناصر من حماس تتواجد في المستشفى استخدمتنا دروعا بشريا”، متابعا:” لا أستطيع قول هذا حتى لا يهدر دمي”.

 

لقد تعمقت آليات الاحتلال الإسرائيلي داخل مدينة غزة، و رغم احتدام الاشتباكات بين المقاومة و إسرائيل، فإن إسرائيل ستواصل تقدمها بريا و الإعلان عن غزة. منطقة أمنية.

معارضة وقف إطلاق النار

حكومة الاحتلال المتطرفة تعارض تبادل أسرى في إطار صفقة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، وتؤكد عدم وقف إطلاق النار أو هدن إنسانية.

صفقة تبادل الأسرى

الإعلام العبري نقلا عن مسؤول في الكبينت الإسرائيلي يقول:” لا وقف لإطلاق النار طويل أو مؤقت حتى تحرير رهائننا لدى حماس”، نافيا أن تكون هناك أي صفقة أسرى للتبادل، بينما نتانياهو أعلن أن هناك خطوات متقدمة لإبرام صفقة للتبادل على قناةCNN الأميركية.

 

و هنا ، يقول طلال عوكل ، المحلل السياسي:” نتانياهو يحاول كسب المزيد من الوقت للقضاء على حماس ، و تحرير الرهائن عسكريا”، مؤكدا أن الإعلام الإسرائيلي أعلن بوضوح أي بلورة صفقة للتبادل بين المقاومة و الاحتلال ستستغرق عشرة أيام، مبينا أن هناك سواد أعظم داخل الكيان الغاصب يطالب بمواصلة إطلاق النار و سحق حماس ، و هم من المستوطنين.

مطالب حماس

فيما تطالب حماس من جهتها الإدارة الأميركية بوقف إطلاق نار طويل ، و إدخال الوقود لغزة، و رفع الحصار، و إدخال المساعدات، مقابل الإفراج عن الرهائن جميعا.

يؤكد مؤيد أبو عرمانة ، المحلل السياسي، أن مطالب حماس هذه تعني أن الحركة تعبت من المواجهة ، و تضعضعت، وهي بحاجة إلى استراحة مقاتل.

حرب غير متكافئة

يشار إلى أن أبي عبيدة، الناطق الرسمي لكتائب القسام اعترف بأن الحرب غير متكافئة في خطابه الأخير ، وذلك قبل يومين.

وأخيرا .. حماس تحاول الخروج من الحرب بأقل الخسائر، و حفظ ما تبقى من ماء الوجه للحفاظ على بقائها بمطالب لا ترتقي إلى تضحيات الغزيين، و هذا إن دل فإنما يدل على نجاح إنهاك الاحتلال الإسرائيلي قدرات حماس العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى