كيف نتجنب التصعيد في غزة ؟

LinkedIn
Twitter
Facebook

 

 

كتب الصحفي رامي فرج الله

مراسل البلاغ الدولية

مدير مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية بدولة فلسطين

 

لقد دخل اتفاق التهدئة حيز التنفيذ بين الفصائل الفلسطينية في غزة من جهة، و الجانب الإسرائيلي من جهة أخرى، بعد جولة من التصعيد، و الفعل و ردة الفعل عقب استشهاد الأسير خضر عدنان، و نجاح الوساطات المصرية و القطرية في فرض هدوء تام مقابل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

 

 

فصائلنا الفلسطينية كافة قامت بإطلاق رشقات صاروخية على مستعمرات غلاف غزة المتاخمة للقطاع ، و على المدن الفلسطينية المحتلة عام ٤٨، ردا على جريمة اغتيال الأسير الشيخ خضر عدنان مع سبق الإصرار و الترصد داخل أقبية سجونها.

 

 

لكني أتساءل لماذا في هذا التوقيت تصعد إسرائيل من عدوانها على غزة، رغم تهديدها للقطاع خلال شهر رمضان؟ ، و أن حتمية المواجهة مع غزة باتت وشيكة، هل كانت تريد إسرائيل من كبش سمين تقدمه قربانا للمواجهة مع حماس و الجهاد الإسلامي تحديدا بغزة؟.

 

 

إن إسرائيل بيتت النية مسبقا لمهاجمة غزة، و اختارت التوقيت لتصدير أزمتها السياسية إلى القطاع، و إنقاذ نتانياهو و حكومته المتطرفة من السقوط عبر التظاهرات المتواصلة ضده في تل أبيب من جهة، و القضاء على خصومه في المعارضة من جهة ثانية.

 

 

لقد كان يجب على فصائلنا في غزة من تدارك الوضع قبل تفجره، و أخذ تهديدات الاحتلال على محمل الجد بدراسة العقلية الإسرائيلية جيدا ، و التعمق في تهديدات الاحتلال غزة، لتفادي ما يمكن تفاديه بدلا من ردة الفعل التي أعتبرها خطوة متسرعة من فصائلنا المقاومة.

 

 

الاحتلال اعتقل رمز من رموز الشعب الفلسطيني، و قامة لها حضورها في الشارع الفلسطيني، ألا وهو الشيخ خضر عدنان، و الذي أضرب عن الطعام مدة سبعة و ثمانين يوما على التوالي، و كانت عائلته و محامي الدفاع عنه ، و هيئة الأسرى و المحررين، و نادي الأسير بينوا أن وضع المناضل خضر عدنان الصحي في تدهور.

 

 

كما نبهت قيادة الشعب الفلسطيني الشرعية إلى إسناد و دعم صمود أسرانا البسل، و نصرتهم بتنظيم فعاليات تدعم قضية الأسرى، سواء بمسيرات أو برامج تلفزيونية، بيد أن المسيرات التي كانت تخرج لدعم الأسرى خجولة، لم تكن بحجم معاناة و تضحيات الأسرى، ولم ترتق إلى المستوى المطلوب، وهذا تقصير من فصائلنا في غزة.

 

 

كما أن الإعلام الحزبي في القطاع لم يتعامل بزخم مع قضية الأسرى، إحدى الثوابت الوطنية ، بل تعامل معها و كأنها حدث عابر، و يرجع لغياب الرؤية الإعلامية المهنية لدى إعلاميي الأحزاب و الفصائل بغزة، وتركيز وسائلها الإعلامية على تأجيج الخلافات الفلسطينية الداخلية، و ترسيخ الانقسام بعيدا عن الموضوعية، و المهنية ، وهذا لا يخدم سوى مصالح الاحتلال فقط، بتمزيق الجبهة الداخلية للفلسطينيين، و تشتيت المقاومة عن هدفها الأسمى و هو تحرير فلسطين، و حرف البوصلة عن القضايا المتفق عليها، و هي الثوابت الوطنية، و في مقدمتها القدس و اللاجئين، و الأسرى.

 

 

وهنا، ينبغي على قادة الفصائل بتوسيع مداركهم، و دراسة اتجاهات العدو الإسرائيلي، و تفكيره من جديد ، ومعرفة أهداف عقليته الصهيونية قبل أن يقدم الاحتلال على تحقيقها، و ذلك من أجل تفويت الفرصة عليه في تحقيق مآربه بغزة.

LinkedIn
Twitter
Facebook

إترك تعليق